صعوبات الزواج أمام شباب سوريا بعد الحرب: السكن والعمل وتقاليد المجتمع عقبات مركبة
صعوبات الزواج أمام شباب سوريا بعد الحرب: السكن والعمل وتقاليد المجتمع عقبات مركبة
● أخبار سورية ١٩ يوليو ٢٠٢٥

صعوبات الزواج أمام شباب سوريا بعد الحرب: السكن والعمل وتقاليد المجتمع عقبات مركبة

تُشكل مسألة الزواج في سوريا واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في ظل ما خلّفته الحرب في سوريا من أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة. وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد البائد، ما تزال آثار الحرب تقيّد أحلام آلاف الشباب، وتُحيل طموحاتهم إلى رهائن للواقع المتأزم في مختلف المجالات، من العمل والسكن إلى التكاليف المرتفعة والتقاليد الاجتماعية الصارمة.

كشف عدد من الشبان الذين قابلهم فريقنا الميداني خلال إعداد هذا التقرير، أن تأمين المسكن بات العقبة الأشد وطأة أمام فكرة الزواج، إذ ترفض معظم الفتيات الإقامة في بيت عائلة الزوج، ويفضلن بدء حياة جديدة في منزل مستقل، ما يضع الشاب أمام تحدٍ كبير لتوفير منزل سواء عن طريق الشراء أو البناء، وهو ما يبدو مستحيلاً في ظل انهيار القدرة الشرائية وارتفاع أسعار العقارات.

وأشار آخرون إلى أن ارتفاع الإيجارات بعد عودة أعداد كبيرة من المهجرين إلى مناطقهم في أعقاب تحرير سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2024، فاقم أزمة السكن، خاصة مع الشروط المجحفة التي يفرضها بعض المؤجرين، كطلب سداد الإيجار لأشهر متعددة مقدمًا، وهو ما يعرقل أي محاولة لتأمين استقرار مؤقت.

وبيّن عدد من الشبان أن ارتفاع أسعار الذهب يُعد من أكبر المعوقات المادية التي تعترض طريق المقبلين على الزواج، إذ تجاوز سعر غرام الذهب من عيار 21 حاجز التسعين دولارًا، فيما لا تزال التقاليد تُلزم العريس بشراء كمية من المجوهرات للعروس، ما يضيف عبئًا ماليًا لا يمكن تحمله في معظم الحالات.

وأوضح بعض الشباب أن تكلفة الزواج لا تقتصر على السكن والمهر فقط، بل تمتد إلى تجهيز المنزل وشراء المستلزمات الأساسية والملابس والهدايا، في وقت تندر فيه فرص العمل وتغيب فيه الضمانات الوظيفية، مما يُبقي الشباب في حلقة من العجز والانتظار المفتوح.

وشدد من التقتهم فرقنا على أن الصعوبات الاقتصادية تُضاف إليها العقبات الاجتماعية، حيث يصر الكثير من الأهالي على شروط مادية صارمة تتجاوز قدرة الشاب، ما يجعل مسألة الزواج مرتبطة بصورة العائلة ومكانتها الاجتماعية أكثر من ارتباطها برغبة الشريكين في الاستقرار وتكوين أسرة.

ودعا مراقبون إلى ضرورة تخفيف الأعباء المفروضة على الشباب، من خلال حملات توعية مجتمعية تدعو إلى تيسير متطلبات الزواج، ووقف التقاليد التي تُثقل كاهل العائلات، إلى جانب أهمية إطلاق برامج حكومية فعالة توفر فرص العمل والدخل المستقر.

كما طالبوا بوضع تشريعات واضحة تنظم سوق الإيجارات وتحد من الاستغلال، بما يضمن توفير بيئة سكنية مستقرة تدعم حق الشباب في تأسيس حياة كريمة ومستقلة.

وبين وطأة الواقع الاقتصادي والتقاليد المجتمعية القاسية، يقف شباب سوريا عاجزين أمام حلم الزواج، بانتظار حلول تُعيد لهم الأمل في بناء أسر مستقرة بعد سنوات الحرب.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ