
شبح الأبنية الآيلة للسقوط يلاحق سكان مناطق سيطرة النظام.. والأخير يمنع عمليات الترميم
تتناقل وسائل إعلام موالية بين الحين والآخر صوراً تظهر مباني انهارت بشكل كامل نتيجة تصدعها جرّاء عمليات القصف الوحشية التي كانت تستهدف تلك المناطق قبيل اجتياحها من قبل قطعان الأسد مدعومةً بميليشيات متعددة الجنسيات.
ورصدت شبكة شام الإخبارية عدد من حالات انهيار المباني المتصدعة خلال الأشهر الفائت في مناطق سيطرة النظام إذ تحولت تلك الحالات إلى ظاهرة تتمثل بكابوس جاثم على صدور سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وسط مخاوف كبيرة من انهيار المزيد من المباني بشكل مفاجئ.
ولم تقتصر حوادث انهيار المباني المتصدعة جراء العمليات العسكرية على منطقة بعينها حيث توزعت على مدن بالعاصمة دمشق وبلدات في غوطتها الشرقية، وأحياء بمحافظة حلب شمال البلاد، وصولاً إلى محافظة دير الزور شرق البلاد.
وفي سياق متصل لم تمضي ساعات طويلة على أخر الحوادث المماثلة إذ وثقت جهات محلية انهيار مبنى مؤلف من خمسة طوابق، في شارع سينما فؤاد وسط مدينة دير الزور الأمر الذي نتج عنه سقوط ضحايا وجرحى ولم تصدر حصيلة نهائية بسبب مواصلة البحث عن مفقودين.
ويقر إعلام النظام بوجود عدد كبير من الأبنية الآيلة للسقوط والتي يمكن أن تلحق ضرراً بأرواح المدنيين، لكن نظام الأسد لا يبدي أي اهتمام، فيما يروج إعلامه إلى أن سبب انهيار المباني في عدد من المناطق المحتلة يعود إلى الأنفاق التي تنتشر في تلك الضواحي، وليس من قصف عصاباته الذي أسفر عن تدمير المدينة وتهجير سكانها.
ويعود سبب انهيار المباني في تلك المناطق إلى حملات القصف الهمجية التي تعرضت لها المدن والبلدات الثائرة على مدى سنين الثورة السورية، ما أسفر عن تدميرها في وقت تصدعت المنازل والمحال التجارية التي لم تنهار بشكل كامل ما يشكل خطراً كبيراً على حياة السكان.
هذا ويمنع نظام الأسد أصحاب المنازل من ترميمها بحجة وجود شركات ستقوم لاحقاً بإعادة الإعمار، في وقت يرى مراقبون أن رفض النظام لترميم بعض ما دمره يعود إلى إبقاء تلك المناطق خالية من السكان ما يسهل عليه عمليات التعقب وملاحقة المطلوبين له، وذلك على الرغم من تقديم طلبات متكررة بهذا الشأن من قبل السكان.
وتتحدث صفحات موالية للنظام عن وجود شركة إيرانية تزعم استعدادها لبناء المدن السورية المدمرة خلال 3 سنوات على الأكثر، وأن هذه الشركة مستعدة لأن تجهز المباني السكنية خلال 30 يوماً مع تقديم كفالات تستمر حتى 100 عام، ووجهت نظام الأسد لمنع عمليات الترميم الفردية من قبل السكان.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام الأسدي تشهد العديد من الظواهر السلبية التي باتت العنوان الأبرز لتلك المناطق متمثلة بانتشار عصابات القتل والخطف وذلك ضمن الفلتان الأمني فيما تبقى تلك المناطق فيها بدون أي خدمات أو حتى عمليات ترميم وإصلاح لما دمرته آلة القتل والإجرام الأسدية.