سوريا ترد على شروط واشنطن لرفع العقوبات: لا تهديد لإسرائيل وتعاون جزئي بشأن “المقاتلين الأجانب”
سوريا ترد على شروط واشنطن لرفع العقوبات: لا تهديد لإسرائيل وتعاون جزئي بشأن “المقاتلين الأجانب”
● أخبار سورية ٢٦ أبريل ٢٠٢٥

سوريا ترد على شروط واشنطن لرفع العقوبات: لا تهديد لإسرائيل وتعاون جزئي بشأن “المقاتلين الأجانب”

ردّت سوريا رسميًا على قائمة الشروط الأميركية المكونة من ثمانية بنود مقابل إمكانية تخفيف العقوبات، وذلك وفق ما كشفته وكالة رويترز التي اطلعت على نسخة من الرسالة السورية، مؤكدة أن دمشق أبلغت واشنطن أنها نفذت معظم المطالب، فيما تتطلب بنود أخرى “تفاهمات متبادلة”.

ووفقًا لرويترز، فقد أكدت الرسالة أن الحكومة السورية الجديدة لن تسمح بأن تشكل أراضيها مصدر تهديد لإسرائيل أو لأي طرف آخر، كما تعهدت باتخاذ “إجراءات قانونية مناسبة” دون الخوض في التفاصيل.

الرسالة المؤرخة بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2025 وصلت قبل نحو عشرة أيام من وصول وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى نيويورك لإلقاء كلمته في مجلس الأمن، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أنه ناقش فحواها مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته.

خطوات إيجابية وفق الجانب السوري

الرسالة التي تقع في أربع صفحات، وفق ما نقلت رويترز، تضمنت إعلانًا عن إنشاء مكتب ارتباط في وزارة الخارجية لمتابعة قضية الصحفي الأميركي المختفي أوستن تايس، كما أوضحت أنها بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات لمعالجة ملف الأسلحة الكيميائية، بما يشمل تعزيز التنسيق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

كما جاء في الرسالة أن سوريا لا تعارض المبدأ العام للتنسيق مع واشنطن في ملف مكافحة الإرهاب، لكنها ترى أن ذلك “يتطلب تفاهمات ثنائية أوسع”، بحسب تعبيرها.

“المقاتلون الأجانب”: نقطة خلافية

لكن وعلى الرغم من التقدم في بعض الملفات، فإن الرسالة لم تقدم تطمينات واضحة بشأن مطلب واشنطن المتعلق بإبعاد “المقاتلين الأجانب” من المناصب العليا، إذ اكتفت بالتأكيد على تعليق منح الرتب العسكرية لهؤلاء بعد الإعلان في ديسمبر عن تعيين ستة مقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة (بينهم أردني وتركي وأويغور) في مواقع متقدمة داخل القوات المسلحة.

وبحسب مصادر مطلعة على الموقف السوري تحدثت لرويترز، فإن الحكومة الانتقالية ترى أن هؤلاء لعبوا دورًا رئيسيًا في إسقاط نظام الأسد، وبالتالي فإن التعامل معهم يجب أن يكون بمنطق “الوفاء”، مما قد يدفع دمشق لتأجيل البتّ في هذا الملف.

استمرار التواصل الأمني غير المعلن

الرسالة كشفت لأول مرة، بحسب رويترز، عن وجود تواصل مباشر بين السلطات السورية ونظرائهم الأميركيين في عمّان بشأن مواجهة تنظيم “داعش”، وهو تطور لم يتم الإعلان عنه سابقًا. كما أشارت إلى أن دمشق منفتحة على توسيع هذا التعاون الأمني.

في ما يخص منح الولايات المتحدة الإذن بتنفيذ ضربات لمكافحة الإرهاب داخل سوريا، أشارت الرسالة إلى أن الأمر “قابل للنقاش” ضمن ترتيبات متبادلة، لكنها لم تعطِ موافقة صريحة.

الفلسطينيون والسفارات والعقوبات

الرسالة السورية أكدت أن الرئيس المؤقت أحمد الشرع شكّل لجنة خاصة لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية المسلحة، متعهدة بألا يُسمح لأي جماعة مسلحة بالعمل خارج نطاق الدولة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير عن اعتقال اثنين من قادة حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على الجدية في ضبط الساحة.

كما أبدت الرسالة رغبة دمشق في إجراء لقاء تفصيلي مع الأميركيين لمناقشة كل بند من البنود الثمانية، مع الإشارة إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن تمثل “ضمانات”، وقد تُمهّد لبحث إعادة فتح السفارات ورفع العقوبات.

واشنطن: نقيّم الرد ولا نعترف بعد

وفي تعليق رسمي، نقلت رويترز عن متحدث باسم الخارجية الأميركية تأكيده استلام رد الحكومة السورية على “الإجراءات المطلوبة لبناء الثقة”، مشيرًا إلى أن بلاده لا تعترف بأي كيان كحكومة رسمية لسوريا، وأن أي تطور في العلاقة مرتبط بـ”سلوك السلطات المؤقتة”.

شروط واشنطن

كانت واشنطن قد سلّمت سوريا في 18 آذار/مارس الماضي قائمة تتضمن ثمانية شروط رئيسية، من أبرزها:
 • تدمير كامل لمخزون الأسلحة الكيميائية المتبقي
 • التعاون في الكشف عن مصير الأميركيين المختفين
 • إبعاد المقاتلين الأجانب من مناصب حكومية
 • التنسيق بشأن عمليات مكافحة الإرهاب
 • وقف أي تهديد لإسرائيل أو مصالح الغرب في سوريا

وبحسب مصادر رويترز، فإن التزام سوريا بهذه الشروط قد يؤدي إلى تمديد تعليق العقوبات الحالية لمدة عامين، وربما إصدار إعفاءات جديدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ