صورة
صورة
● أخبار سورية ١ أبريل ٢٠٢٥

سوريا الجديدة لا تمجّد السلطة بل تكرّم التضحيات.. رسائل "الشرع" من استقبال أبناء الشهداء في قصر الشعب

في مشهد غير مسبوق، استضاف قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، ولأول مرة منذ عقود، احتفالًا مميزًا بمناسبة عيد الفطر، خُصص لتكريم أبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم في معارك تحرير البلاد من حكم نظام بشار الأسد. وتحوّل القصر الرئاسي، الذي طالما كان رمزًا للسلطة المغلقة والاستبداد، إلى مساحة فرح وألعاب واحتضان، في خطوة وصفت بأنها "رسالة تاريخية" لسوريا الجديدة.


رئاسة الجمهورية العربية السورية نظّمت حفلًا خاصًا داخل حديقة قصر الشعب، تخلله إنشاء حديقة ألعاب مؤقتة خُصصت لأطفال الشهداء. وكان في استقبالهم رئيس الجمهورية، أحمد الشرع، وعقيلته السيدة لطيفة الدروبي، حيث تبادلا التهاني معهم وشاركا الأطفال لحظات العيد والفرح، في لفتة إنسانية لاقت تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ونشرت الصفحة الرسمية للرئاسة صورًا للرئيس وعقيلته مع الأطفال، مرفقة بتعليق: "معايدة رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع وعقيلته السيدة لطيفة الدروبي لأبناء الشهداء في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بمناسبة عيد الفطر المبارك".

رمزية المكان.. من قصر الخوف إلى قصر الشعب الحقيقي
تحوّلت مشاهد الأطفال وهم يمرحون داخل أسوار القصر إلى حديث السوريين، حيث استُقبلت الصور والفيديوهات بتأثر بالغ، نظرًا لما يحمله المكان من رمزية. فالقصر الذي كان محرّمًا على عامة الشعب لعقود، بات اليوم مفتوحًا أمام أبناء الشهداء، الذين حملوا عبء النصر وتضحيات أهاليهم.

وعلّق أحد السوريين على أحد المقاطع المتداولة بالقول: "قصر الشعب صار فعلًا للشعب.. أرفع رأسك فوق أنت سوري حر"، فيما كتب آخر: "في السابق، مجرد النظر إلى القصر كان يُعد مخاطرة، اليوم يلعب فيه أطفال الثورة".

كسر إرث الاستبداد وإعادة المعنى للرموز
هذه الخطوة من رئاسة الجمهورية لم تكن فقط حدثًا احتفاليًا، بل حملت دلالات عميقة ورسائل متعددة، أولها أن "سوريا الجديدة تستعيد مؤسساتها وتعيد توجيه رموزها نحو خدمة الناس وتكريم التضحيات"، لا تمجيد الحاكم.

فبحسب متابعين، فإن إقامة الحفل داخل قصر الشعب تحمل رسالة سياسية واضحة: "أن الدولة باتت تنتمي فعليًا للشعب، وأن عهد الانفصال بين السلطة والمواطن قد انتهى"، 

من التهميش إلى العناية.. أبناء الشهداء في قلب الدولة
لم تكن رعاية أبناء الشهداء يومًا في عهد الأسد سوى شعارات فارغة، أما اليوم، فبات الاهتمام بهم حقيقة ملموسة. ويؤكد ذلك تكريمهم داخل مقر الرئاسة، وتخصيص فعاليات واهتمام خاص يعكس احترام الدولة لدمائهم، والتزامها الأخلاقي تجاه ذويهم.

عدالة رمزية بعد ظلم طويل
القصر الذي شهد لعقود قرارات القمع والاعتقال، استُخدم هذه المرة لإسعاد الأطفال، وتحوّل من رمز للبطش إلى مساحة للضحك واللعب والكرامة. فكما قال أحد المعلقين: "في 1981 كدت أُعتقل فقط لأنني مررت بجانب القصر، اليوم، أطفال الشهداء يملؤونه بالحياة".

مستقبل مختلف لسوريا الجديدة
إقامة هذا الحفل تتجاوز الجانب الاحتفالي، لتكون جزءًا من رؤية وطنية تؤسس لسوريا تشاركية، تحترم التضحيات وتبني على دماء الشهداء دولة إنسانية، لا دولة قمع وإقصاء، وفي خلفية الصورة، يبقى مشهد هروب الأسد إلى موسكو في ديسمبر الماضي، حاضرًا كخاتمة لحقبة سوداء، بدأت معها صفحة جديدة تعيد الاعتبار للشعب وتردّ كرامته المسلوبة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ