
سامي مبيض: إذا أردت أن تبحث عن سفّاح يشبه بشار الأسد فستجده في "هولاكو"
حفظَ التاريخُ أسماءَ طُغاة سطروا أبشع الإنجازات في كتبه، وفعلوا ما لا يخطر على العقل البشري، ولا يُمكن للنفس البشرية السليمة تحمُلها أو تخيلها، مثل: "جنكيز خان، هولاكو، هتلر، فرعون، قيصر يوليوس حارق روما" وغيرهم.
نافسَ المخلوع "بشار الأسد" وبكل جداره أكثر الشخصيات الشهيرة بالإجرام التي حفر التاريخ اسمها في كُتبه، نظراً لما قدّمه للشعب السوري خلال فترة حكمه التي امتدت لـ 24 عاماً، ليقتدي بـ الديكتاتوريين التاريخيين ويمشي على خطاهم بإزهاق الأرواح وحرق البلاد وتدمير الممتلكات ونهب الثروات، وإضافة إليها تبرير أفعاله بأعذار أقبح من جرائمه نفسها.
بشار الأسد هولاكو العصر
أعطى المؤرخُ السوري "سامي مبيض" خلال حلوله ضيفاً في بودكاست دفين، التشبيه الذي يستحقُهُ بشار الأسد، فسأله مقدم البرنامج محمد الظاهر أنه لو أردنا اختيار شخصية سفاحة من التاريخ يشبهها بشار، فمن يجب أن يُذكر، ليردُّ المؤرخ على الفور بكل ثقة ومن دون تفكير: "جميل السؤال، هولاكو"، فيعلق المقدم: "اووه مناسب".
وأردف السيد سامي بأن الناس ربما تقترح اسم جمال باشا السفاح، إلا أن الأخير جرائمه ضد العرب أقل من الأسد بكثير، ومع ذلك حازَ على لقب السفاح، ففي هذه الحالة ماذا يجب أن يُسمى بشار". ويشار إلى أن شخصية جمال بشار ذُكرت في المناهج الدراسية كثيراً، كما تم التطرُق لها في أعمال درامية في البلاد، في المقابل كان يُغض الطرف عن سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها المخلوع.
الأسد سبقَ هتلر في الإجرام
وتابع مبيض مشيراً إلى أن الأسد ديكتاتور أكثر من هتلر نفسه، فقالَ: "حتى لو أردنا اختيار هتلر، فالأخير سيء ومجرم، لكن يجب ألا ننسى أنه وصل إلى الحكم بشكل ديمقراطي ومنتخب، ولم يرث الحكم كالأسد الابن، الذي أصرَّ دوماً على الادعاء من خلال لقاءاته بأن الشعب اختاره ولم يصلهُ من والده كما قيل".
في الحقيقة لو أردنا تسجيل جرائم الأسد وقضايا الفساد المتورط فيها مع أعوانه، لاستهلكنا سنوات من عمرنا، واحتجنا عشرات الكتب نحكي فيها عن قصص المعتقلين، والأشخاص الذين تمت تصفيتهم خلف القضبان سراً، عدا عن القصف بالطيران والأسلحة المحرّمة دولياً مع المجازر التي تم ارتكابها طوال حكمه وسلطة أبيه بجانب السرقة والنهب وتحويل البلاد إلى مزرعة ورثها عن أبيه.
نقاط تشابه هولاكو مع بشار
ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن هولاكو غزا بغداد عام 656هـ-1258م بعد معركة انتصرَ فيها على الجيش العباسي عند منطقة الدجيل قرب بغداد، ثم استباح البلاد قتلاً ونهباً وحرقاً، وكان من ضحاياها الخليفة العباسي المستعصم. وبحسب تقارير روى الباحث في التاريخ الإسلامي خلدون حميد الكبيسي عن الإمام ابن كثير وغيره قولهم إن المغول قتلوا ما بين 800 ألف إلى 1.8 مليون إنسان، وأحرقوا آلاف الكتب ورموا القسم الأعظم منها في نهر دجلة، وجعلوا صحن جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني وصحن الإمام موسى الكاظم مرابطاً لخيولهم.