
روسيا تضرب باتفاق "خفض التصعيد" وتحاصر تسع نقاط تركية تعرف إليها ...
حاصرت قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية حتى تاريخ اليوم الجمعة، تسعة نقاط تركية في منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا، كانت ثبتتها تركيا بموجب اتفاق مع الطرف الروسي لمراقبة خفض التصعيد بالمنطقة بموجب اتفاق سوتشي.
ووفق معلومات "شام" فإن تسع نقاط منها قديمة وأخرى حديثة، باتت محاصرة من قبل النظام وميليشياته، وضمن مناطق سيطرته، تبدأ من نقطة مورك بريف حماة الشمالي، ومعرحطاط بريف إدلب الجنوبي، ونقاط الصرمان وتل الطوكان بريف إدلب الشرقي.
وخلال الأيام الماضية، حاصرت قوات النظام نقطة الراشدين غربي حلب، كما حاصرت يوم أمس الخميس أربع نقاط تركية ثبتتها مؤخراً على المحاور الأربعة لمدينة سراقب بريف إدلب، لتغدو تسع نقاط تركية محاصرة، دون أن تتعرض لها القوات المحاصرة أو تهدد وجودها.
وتم حصار النقاط التركية بعد تقدم النظام وروسيا خلال حملة شهر آب في العام الماضي بريف حماة الشمالي، والتي حوصرت فيها نقطة مورك، فيما حوصرت باقي النقاط بريفي إدلب وحلب خلال الحملة الأخيرة الجارية والتي بدأت في تشرين الأول من العام الماضي.
ووفق خبراء ومحللين فإن محاصرة النقاط التركية ورقة روسية رابحة ضد تركيا، كونها باتت تحت حماية روسيا التي من الممكن أن تغدر بالطرف التركي في الوقت الذي تريد، كما أنها تعطي موقفاَ ضعيفاً للطرف التركي، في وقت يرى آخرون أن للنقاط التركية المحاصرة والأخرى المتبقية دور لاحق تعقب سيطرة النظام وروسيا على الطرق الدولية.
وكثفت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة من إرسال التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وأسلحة ثقيلة إلى ريف إدلب، مع تقدم النظام وروسيا ووصولهم لمدينة سراقب، في محاولة منها لمنع التقدم، في وقت تصاعد الصدام بين تركيا والنظام وروسيا بعد استهداف نقطة تركية ثبتت حديثاً غربي مدينة سراقب أسفرت عن مقتل جنود أتراك.
ورغم تهديدات الرئيس التركي والمسؤولين الأتراك للنظام وإعطائه مهلة حتى نهاية شهر شباط الجاري للانسحاب لما بعد النقاط التركية المحاصرة "أي حدود منطقة خفض التصعيد" إلا أن النظام وبدعم روسي وإيراني واصل التقدم حول سراقب وحاصر المزيد من النقاط التركية.
وفي شهر أيار من عام 2018، أنهت الدول الضامنة لاتفاق أستانة "روسيا وإيران وتركيا" تثبيت كامل نقاط المراقبة المتفق عليها في منطقة خفض التصعيد الرابعة في شمال سوريا والتي تشمل محافظة إدلب وماحولها من أرياف اللاذقية وحماة وحلب.
وتتضمن النقاط التي تم تثبيتها 29 نقطة مراقبة تتوزع إلى 12 نقطة تركية ضمن المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة فصائل الثوار، و 10 نقاط روسية و7 نقاط إيرانية ضمن مناطق سيطرة النظام، ستتولى هذه النقاط أو المخافر مهمة مراقبة وقف إطلاق النار على الحد الفاصل بين مناطق سيطرة الثوار والنظام.
وتنتشر النقاط التركية في 12 موقع هي "صلوة، تل الطوكان، الصرمان، جبل اشتبرق" في إدلب، و في "جبل سمعان، جبل عندان، جبل الشيخ بركات، الراشدين، تل العيس" في حلب، و في "تل الصوان شرق مورك، وشير مغار بجبل شحشبو" بريف حماة، ونقطة في جبل التركمان بريف اللاذقية.
وكان من المفترض أن تكون نقاط المراقبة للدول الضامنة هي أخر مرحلة تمهيدية لمرحلة وقف إطلاق النار الشامل في عموم منطقة خفض التصعيد، والتي تتولى تركيا تثبيت الأمن فيها وإعادة الحياة إليها تدريجياً من خلال الخدمات وإعادة أحيائها مدنياً، في وقت لن يكون للقوات الروسية أو الإيرانية أي دور في المناطق المحررة ويقتصر عملها ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد، وفق ما أعلن حينها من بنود اتفاق.
ولكن روسيا نقضت جميع الاتفاقيات المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد على غرار مناطق خفض التصعيد الأخرى في حمص والغوطة ودرعا، وعاودت الهجوم وسيطرت على مناطق واسعة من المنطقة المشمولة بالاتفاق وهجرت أهلها كما حاصرت واستهدفت عدة نقاط تركية لم تستطع الأخيرة منع تقدم النظام وباتت بموقف المتفرج حتى اليوم.
وخلال الأسابيع الأخيرة وبعد إتمام روسيا السيطرة على ريف حماة الشمالي وصولاً لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الحملة قبل الأخيرة، عاودت في تشرين الأول من العام الماضي استئناف التصعيد وبدأت حملة عسكرية على ريف إدلب الشرقي والجنوبي بالتزامن مع حملة بدأت مؤخراً بريف حلب الغربي، وتمكنت من الوصول لمدينة سراقب وسط استمرار القصف والتقدم في المنطقة للسيطرة على الطريق الدولي "حلب دمشق".