
روباك: واشنطن لا تدعم قيام دولة كردية بسوريا وإدارة بايدن "ليست مستعجلة"
أكد "السفير ويليام روباك"، المبعوث الأمريكي السابق لشمال وشرق سوريا، أن واشنطن لا تدعم قيام دولة كردية، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "ليست في عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن روباك قوله: "ما قلناه وفعلنا وعلاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، كان واضحاً: أننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك ولا نعتقد أن (العمل على قيامها) سيكون مقاربة بناءة".
وأضاف: "قدمنا مساعدات (عسكرية) لتعزيز دور (قسد) ضد (داعش)، وليس للسيطرة على شمال شرقي سوريا"، كما شدد على أن "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا "ليست دولة"، وأنها "غير مستقرة"، مشيراً إلى أن الوجود الأمريكي "لن يبقى إلى الأبد في شمال شرقي سوريا".
وحول السياسة الأمريكية المتوقعة في سوريا، أجاب روباك أنه في ضوء تحديد "الأهداف" و"الأدوات"، فإن فريق بايدن يراجع السياسة للإجابة عن أمور محددة: "هل سوريا أولوية للإدارة؟ هل أهدافنا لا تزال نفسها؟ هل لدينا أدوات لتحقيق الأهداف؟ ما هي التكلفة الإنسانية للسوريين إذا حافظنا على السياسة أو غيرناها؟".
ويضاف إلى ذلك، ما هي المحددات القانونية في أميركا باعتبار أن "قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، ورأى أنه "ليست هناك عجلة في الإجابة عن الأسئلة، فريق بايدن، لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة والإجابة عن الأسئلة".
وذكر أنه إلى حين ذلك، قد تتجه الأمور إلى "الإبقاء على الوضع الراهن" عبر توفير الدعم لـ"قسد" مع إجراء بعض التغييرات، مثل: إلغاء قانون تجميد الأموال المخصصة لـ"دعم الاستقرار" شرق سوريا، وإعادة تعريف "الاستقرار"، إضافة إلى "الذهاب إلى حلفائنا الدوليين والإقليميين للتشاور معهم إزاء الأسئلة قبل إعلان السياسة والتغييرات".
ولفت إلى أن "سوريا كبيرة جداً في موقع مهم تجاور دول حليفة لنا. نريد حكومة فاعلة لا تسمح بوجود جيوب أو مناطق يعمل فيها (داعش) ويخطط لهجمات أو أشياء خطرة ضد مصالحنا".
واعتبر أنه "من السهل الاستمرار بالسياسة الأميركية في المدى المنظور، لكن قدوم إدارة أميركية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياستنا إزاء سوريا والتشاور مع حلفاء أميركا إزاء الخطوات المقبلة".
وأشار السفير الأميركي السابق، إلى أن أميركا حددت قبل سنوات أهدافها في سوريا، بخمسة، هي: هزيمة "داعش" ومنع عودته، ودعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي "2254"، وإخراج إيران من سوريا، و"منع نظام الأسد من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيماوي"، والاستجابة للأزمة الإنسانية.
ولتحقيق هذه الأهداف في سوريا، امتلكت أميركا عدداً من "الأوراق والأدوات"، وهي، بحسب روباك، الوجود الأميركي المحدود في شمال شرقي سوريا، ودعم "قسد" وشركاء محليين بعددهم (100 ألف) وعدتهم، إضافة إلى "العقوبات الاقتصادية ضد النظام"، والتحالف الدولي ضد "داعش"، حيث يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية، إلى جانب التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.
وأضاف روباك أنه لـ"أدوات النفوذ" هذه، هناك "أدوات عرقلة"، تشمل: "وقف أو تبطيء" جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، ووقف إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك قبل تحقيق الأهداف، وتحدث عن وجود "أدوات ضغط" أيضاً، وتشمل "الغارات الإسرائيلية للضغط على النظام والوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنع سيطرة النظام عليها".