رغم غلاء الأسعار وحالة الخلل الأمني الذي تعيشه المناطق المحررة مع استمرار حركة الطيران الحربي في الأجواء والقصف بين الحين والأخر، إلا أن لأسواق رمضان نكهة خاصة في المناطق المحررة شمالها وجنوبها.

ومع بدء شهر رمضان المبارك ازدانت الأسواق التجارية وانتشرت بسطات السوس والتمر الهندي والمعجنات بأنواعها "المعروك" والتي تعتبر من أشهر المأكولات والمشروبات الرمضانية، في وقت اكتظت في الأسواق بالمدنيين لقضاء حاجياتهم واختيار مايلزمهم من فواكه وخضار ومشروبات تدعم قائمة إفطارهم.

وشهدت أسواق الشمال السوري كما الجنوب مع بداية شهر رمضان المبارك ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية والتموينية، ويبرر التجار ذلك بارتفاع سعر صرف الدولار وماشابه من وسائل لرفع الأسعار التي تثقل كاهل المدنيين لاسيما ميسوري الحال.

وفي ظل هذه الأجواء، لايزال الشارع العام في المناطق المحررة يترقب بحذر ما سيؤول إليه حال المنطقة عموماً في الشمال والجنوب السوري من تطورات على صعيد الأمن مع استمرار عمليات الاغتيال والتصفية وحالة الخلل الأمني، ووصول المنطقة لمرحلة وقف القصف نهائياً مع تسارع وتيرة انتشار القوات التركية في المنطقة الشمالية وتباين الموقف حيال مصير المنطقة الجنوبية، وبدء التصريحات الدولية عن ضرورة التوصل لهدنة دائمة.

ولا يغيب عن المشهد صور الذكريات المعذبة التي تعتلج قلوب من فقد محب وأخ وابن وزوجة وأم وأب شهيداً بقصف النظام وحلفائه، أو من غيبته زنازين السجون عن مشاركة ذويه مائدة إفطارهم في سجون النظام وحتى الفصائل، تغص قلوبهم حسرة وألماً لفراقهم في هذه الأيام المباركة، ولا ننسى اللوعة الألم التي يعيشها كل مهجر عن أرضه وبلده سواء في الداخل السوري أو الخارج حزناً لفراق أرض عشقها وتربى بها وهجر منها قسراً بعيداً عنها.