"رد إيران المزلزل ..!!".. صواريخ من ورق أحدثت هلعاً ولم تقتل إسرائيليا واحداً
شُغل العالم أجمع مساء يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول 2024، بالرد الإيراني الثاني من نوعه على الضربات الإسرائيلية المتكررة لقواتها وميليشياتها، حيث ضربت إيران لأول مرة عبر صواريخ بعيدة المدة فرط صوتية، الأراضي المحتلة في فلسطين، وانبهر العالم بعدد الصواريخ التي أطلقت وصور تساقها تباعاً في مناطق متعددة من المدن والمواقع الإسرائيلية.
وقال الحرس الثوري الإيراني، إن العملية تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال "إسماعيل هنية" لافتة إلى أنها العملية تأتي بناء على حقها القانوني في الدفاع عن النفس، وتحدثت عن استهداف مواقع أمنية وعسكرية في قلب الأراضي المحتلة على أن يتم إعلان تفاصيل العملية لاحقا، في وقت يقول محللون إن الرد الإيراني لايتعدى حفظ ماء الوجه بعد سلسلة الضربات التي تلقتها.
أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان له، أن الهجمات استهدفت "مواقع استراتيجية" داخل الأراضي المحتلة، منها قواعد جوية وقواعد رادارية و"مراكز المؤامرة والتخطيط لاغتيالات ضد قادة المقاومة"، وخص بالذكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "وقادة عسكريين في حزب الله والمقاومة الفلسطينية وقادة لحرس الثورة.
وما إن انقشع غبار القصف، وبدأت تتوضح نتائج الضربات، تبين أن الصواريخ التي استطاعت الوصول إلى الأرض بعد تصدي الدفاعات الجوية والقبة الحديدة والقوات الأمريكية والأردنية لعشرات الصواريخ وإسقاطها قبل وصولها للأراضي المحتلة، طالت عدد من الصواريخ مواقع عسكرية وأخرى سقطت في مدن إسرائيلية، أحدثت هلعاً، لكنها لم تقتل إسرائيلياً واحداً.
وفق التلفزيون الإيراني، استخدمت قوات الجوفضائية الإيرانية، في هجومها ثلاثة أصناف من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تمثل الجيل الصاروخي المتطور في إيران، "، وذكر التلفزيون الإيراني أن الصواريخ التي استخدمها سلاح الجو في الحرس كانت من أصناف (فتاح وعماد وقدر).
ووفق مصادر عدة، يبلغ مدى صواريخ "فتاح" الفرط صوتية 1400 كليومتر، وهي مزوّدة برؤوس حربية قادرة على المناورة، وأنتجت إيران صواريخ "فتاح 2"، وهي النسخة الأحدث للصواريخ الباليستية الفرط صوتية ومداها يقدر بين 1800 إلى 2200 كيلومتر".
أما صاروخ قدر الإيراني، فهو صاروخ أرض - أرض باليستي، يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويعد نسخة متطورة من صاروخ شهاب 3 الإيراني، ويبلغ طوله 15.86 متراً، وقطره 1.25 متر ويزن رأسه الحربي 700 إلى ألف كيلوغرام. وتبلغ سرعة الصاروخ نحو 9 ماخات.
وصاروخ "عماد" يصل مداه إلى 1700 كلم، وطوله إلى 5.15 أمتار وقطره 2.18 متر، ويبلغ وزن الصاروخ 1750 كيلوغراماً، ويتمتع بقدرات توجيه وتحكم عالية منذ إطلاقه، ويمكنه إصابة الهدف بدقة، وهو من صنع وزارة الدفاع الإيرانية التي كشفت عنه في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وكان شُغل الإعلام الإيراني المكتوب والمسموع خلال الأسابيع الماضية، بالتريج والتسويق الإعلامي لما أسمته "الرد الإيراني المزلزل" على "إسرائيل"، وذلك عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" في طهران.
وتطرقت "مانشيت" العديد من الصحف على وعيد إيران للانتقام من إسرائيل، وعنونت صحيفة "جام جم" في مانشيتها وعيدا إيرانيا وكتبت "آثار الدماء من تل أبيب إلى البيت الأبيض"، وأضافت الصحيفة: "إمضاء الشعب الإيراني لدعم المقاومة هو إشارة إلى مستوى التشبّع الكبير في طهران.
ونشرت صحيفة "جوان" بأن الرد الإيراني سيكون أكثر رعبا من الرد في أبريل الماضي بعد استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق ومقتل قائد رفيع المستوى بـ"الحرس الثوري الإيراني" في الهجوم، وكتبت "جوان": "عمليات مرعبة أكثر من الوعد الصادق تنتظر الصهاينة".
وفي شهر إبريل الفائت، شُغل العالم أجمع بالضربات الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة التي نفذتها إيران ضد الأراضي المحتلة في فلسطين، وتأخر الرد الإيراني لقرابة 14 يوماً بعد استهداف "إسرائيل" قنصليتها في دمشق، وقتل عدد من كبار قادتها، وكانت فرصة إيرانية لخوض غمار "بازار سياسي" مع الدول الغربية، وأثبت الرد الذي نفذته إيران لأول مرة من أراضيها ضد "إٍسرائيل" أنه كان مسرحية هزلية، لم يكن بحجم الوقع الإعلامي على الأرض.
ولم يتعد الرد الإيراني على قصف قنصليتها - وفق متابعين - (استعراض العضلات الإيرانية وكسب المعركة إعلامياً) بهجوم واسع النطاق بالمسيرات والصواريخ التي لم يصل الجزء الأكبر منها لهدفة، قبل أن تسارع بعثة إيران في الأمم المتحدة لطمأنة المجتمع الدولي وتُعلن انتهاء الرد قبل وصل طائراتها وصواريخها لحدود الأراضي المحتلة.