
"راتبي التقاعدي 16 دولار" .. "دريد لحام" ينتقد الوضع المعيشي ويتحدث عن خلل مدمر للمجتمع ..!
نشر موقع صحيفة اندبندنت عربية لقاء موسع مع الفنان الموالي للنظام السوري "دريد لحام"، وذلك عقب الكشف عن جزء من مقابلة تحدث خلالها عن الفساد وطالب النظام أن يكون جريئاً بكشف سبب إقالة المسؤولين، فيما كشفت التصريحات الأخيرة عن انتقاد لاذع للوضع المعيشي المتردي بمناطق سيطرة النظام.
ويرجع "لحام"، خطورة الأوضاع في سوريا "إلى السكوت عن الفساد، الذي قال إنه نوعان "فساد إنساني" له علاقة بموظفين لا تكفيهم رواتبهم، وهم يرتشون كي يعيشوا ويطعموا أطفالهم، وهناك فساد سببه الجشع والطمع وهذا برأيي هو الأخطر، وفق تعبيره.
وتابع "قديماً إذا حاولت رشوة موظف حكومي في سوريا، كان إما يبكي أو يشتكي عليك، لأنك بهذا التصرف تهين كرامته، اليوم إذا لم ترشه فهو ربما يضربك، ويمكن أن يعرقل لكَ معاملتكَ. أنا مثلاً متقاعد من التلفزيون السوري، وراتبي اليوم بعد نصف قرن من العمل خمسين ألف ليرة سورية (16 دولار أميركي)، أي ما يعادل أقل من ثمن صفيحة بنزين.
واستطرد "تخيل لو أنني سأعيش بهذا الراتب، ماذا كان سيحل بي وبعائلتي؟ ومثلي آلاف من السوريين الذين يعيشون اليوم تحت خط الفقر"، وتحدث عن خطر مدمر للمجتمع السوري.
وحول ذلك استشهد بقوله إن في عام 2011 ذكر في مؤتمر الفنانين والمثقفين السوريين أن في أي مدينة سورية ستجد فاترينات لألبسة نسائية ثمن أقل فستان فيها ألف دولار أميركي، وستجد في الشارع ذاته شاباً يغطس في حاوية نفايات كي يستخرج شيئاً من القمامة ليأكله. هذا التناقض يعني أن المجتمع السوري آيل للزوال.
وأشار إلى أن خريج الجامعات السورية اليوم ليس لديه أمل بأدنى درجات الحياة الكريمة، وليس لديه أمل بأن يؤسس بيتاً وعائلة، أو يشتري حتى دراجة هوائية من مرتبه، وهذا الأمر قاتل، وكله بسبب مسألة الفساد، اليوم في دمشق هناك مطاعم ثمن أقل وجبة فيها هو ما يعادل راتبي التقاعدي الشهري.
وقال: "تخيل أنه براتبي لا أستطيع أن أشتري إلا وجبة واحدة، وهذه المطاعم تتكاثر لأن الفاسدين يتكاثرون كل يوم وهؤلاء معظمهم من أثرياء الحرب، أو ممن استغلوا الأوضاع في سوريا، وأثروا على حساب الناس، وفق تعبيره.
وكانت نشرت صحيفة اندبندنت عربية تسجيلاً مصورا بمدة دقيقة من لقاء مصور مع الفنان الموالي للنظام جاء تحت عنوان "دريد لحام: الفاسدون يعيثون خرابا في سوريا ومستقبلنا غامض"، طلب خلاله أن يكون النظام جريئاً ويكشف سبب إقالة المسؤولين، قبل أن تنشر تصريحات اللقاء الذي تضمن انتقادات حادة للوضع المعيشي المتردي.
ووسبق أن أورد "لحام"، في التصريحات بقوله: إن "أزمتنا أولها فساد وآخرها فساد، إذا لم يقضى على الفساد فالأمور تتجه للأسوأ والمسألة تحتاج إلى القليل من الجرأة فقط، وحدد بأن الجرأة المطلوبة هي من "النظام".
وتابع: "أتمنى بحال إقالة أحد المسؤولين من موقع ما، بأن يجري الكشف عن سبب الإقالة، هل هو عديم الكفاءة أم فاسد؟ وأشار إلى أن هذه الأمور تحدث في "العتم"، والجمهور والناس لا تعلم ما يحصل.
واختتم بطلب حذف كافة قصائد وأغاني بردى من القاموس الثقافي، وأشار إلى أن من يذهب ويرى بردى الآن ينتابه الحزن، قد تكون في إشارة إلى حجم الأوساخ وقلة الاهتمام بهذا المورد المائي وحالة التجاهل التي سبق أن تحدثت عنها صفحات موالية للنظام.
وفي حوار مع صحيفة "مهر" الإيرانيَّة، عن أن المسرحيات التي اشتهر بها في فترة السبعينيات وماقبلها أقر بأنها كانت تحظى بدعم مباشر من المجرم الأول "حافظ الأسد"، وذلك قبل تسلمه الحكم في سوريا، لافتاً إلى أن مسرحياته كانت تمتلك "سقفًا مرتفعاً"، يتخذ منها "متنفسّاً للناس".
وكشف "لحام" خلال موقفه من الحراك الشعبي وعدم التزامه أدنى درجات الحيادية في موقفه عن أنه صنيعة المخابرات السورية وأن كل مانطق به من عبارات التحرر في مسرحياته ماهي إلا سيناريوهات مخابراتية لإسكات الشعب بحرية مصطنعة إلا أنه أبى عندما حان الوقت لينالها إلا أن يكون في موقع المناصر للاستبداد ومجرمي الحرب.
وكانت أثارت مقابلة للفنان "دريد لحام" مع الممثلة الموالية أمل عرفة، في برنامجها الذي يحمل اسم «في أمل» والتي قال فيها «لو وطني غلطان أنا معه، إذا بردان أنا تيابه، إذا ختيار أنا عكازته، إذا حفيان أنا صرمايته، لأنه سيدي وتاج راسي»، مستشهدا بمقطع من مسرحية "شقائق النعمان" أثارت ردودا غاضبة حينها.
هذا ويعرف أن "دريد لحام"، واحد من الفنانين السوريين الذين اشتهروا بتملقهم للنظام والمسؤولين فيه ودفاعهم المستميت عما يقومون به من قتل وتنكيل بحق الشعب السوري، وأنه معروف بدفاعه عن نظام الأسد وتغطيته على جرائمه.