
دي مستورا شريك في الجرم ... هل تعطي تصريحاته "الضوء الأخضر" لروسيا لتدمير إدلب باسم حرب "الإرهاب"
منذ عدة سنوات يتولى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" مسألة إيجاد حل سياسي للقضية السورية، برزت تصريحاته بشكل دائم كلاعب أساسي في المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بسوريا، وخاض حراكاً كبيراً للقاء جميع الأطراف واللاعبين في الشأن السوري، إلا أنه لم يكن مستقلاً بقراراته وتصريحاته بقدر ماكانت تخدم روسيا وحلفاء الأسد.
وجاءت تصريحات دي مستورا في كل مرة تفشل فيها الأمم المتحدة باهتة لاترقى لمستوى الموقع الذي يحمله، إذ انه لم يقم يوماً بإدانة ممارسات روسيا أو جرائمها والنظام بحق المدنيين، ويوصل مراراً إعطاء أكاذيب روسيا وتصريحاتها دفعاً دولياً وكأنه وجد ليروج أفكارها وادعاءاتها ويعومها دولياً.
اليوم دي مستورا يزعم أن هيئة تحرير الشام تملك كالنظام قدرة على استخدام الكلورين، وهذا الادعاء ما هو إلا تأكيد لمزاعم روسيا دون أي أدلة أو اثباتات، وهو يعلم أن من يملك الأسلحة الكيماوية في سوريا ويستخدمها النظام بدعم وغطاء روسي إلا أنه بهذه المساواة الزائفة وكأنه يعطي الضوء الأخضر لروسيا لشن عملية عسكرية على ألاف المدنيين في إدلب.
طوال حملات التهجير والقتل السابقة التي مارستها روسيا بحق مئات لألاف من المدنيين من حلب إلى حمص وحماة واللاذقية والغوطة والقلمون والجنوب السوري تمت بمباركة الأمم المتحدة التي لم تتعدى تصريحاتها إلا التعبير علن القلق والتأكيد على ضرورة حماية من تسحقهم روسيا بصواريخها يومياً وتدمر منازلهم دون أن تتخذ أي قرار، او دون أن يعبر مبعوثها عن رفضه لما يمارس واليوم يقول أنه جاهز لمرافقة المدنيين للخروج من إدلب، فإلى أين يريد المبعوث الأممي أن يخرجهم ... إلى أحضان النظام أم روسيا ...!!
ولاقت تصريحات المبعوث الأممي اليوم حالة استهجان كبيرة في أوساط المعارضة والمدنيين على حد سواء، واعتبروه مباركة للقتال في مخططاته لتدمير آخر ملاذ للمدنيين في سوريا بعد أن عجز المبعوث والأمم المتحدة عن تقديم مايخفف عن الشعب السوري معاناته طيلة السنوات المريرة الماضية.
دي مستورا اليوم شريك في كل نقطة دم قد تنزف في إدلب، ولن يسامح التاريخ مباركته للقاتل وتصريحاته التي تعطي روسيا دور الضحية وأنها تتعرض للهجوم وأن من حقها الرد، ثم يتظاهر بالحرص على المدنيين والخوف عليهم وفي ذات الوقت لايدين القتال أو يمنعه أو يعريه أمام العالم والمجتمع الدولي بل يبارك له قتله ويسوغ له الحجة لفعلته....