حملات تحريض وتضليل ممنهجة تستهدف درعا.. والمصادر تؤكد: لا صحة لكل ما يُروّج
حملات تحريض وتضليل ممنهجة تستهدف درعا.. والمصادر تؤكد: لا صحة لكل ما يُروّج
● أخبار سورية ٣٠ يوليو ٢٠٢٥

حملات تحريض وتضليل ممنهجة تستهدف درعا.. والمصادر تؤكد: لا صحة لكل ما يُروّج

شهدت الساعات الماضية حملة تحريض وتضليل إعلامي غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف محافظة درعا جنوب سوريا، تخللتها مزاعم كاذبة عن اجتياح إسرائيلي، و”نزوح جماعي”، و”قصف مواقع عسكرية”، إضافة إلى اتهامات مفبركة حول قيام أبناء المحافظة بـ”تسميم المياه” المتجهة إلى محافظة السويداء.

في مقدمة هذه الحملة التحريضية، برز ماهر شرف الدين، ويُعرف بخطابه الانقسامي والطائفي، في منشور تضمن تصريحات لبث الرعب والخوف في قلوب المدنيين في محافظة درعا من خلال ترويجه لاجتياح اسرائيلي لدرعا، حيث طالب أولا بطرد الدولة من الجنوب السوري، لأنها قد باعته لإسرائيل، في تخبط واضح وصريح للمنطق والعقل.

يقول أحد المعلقين على كلام ماهر شرف الدين، يريدون منها أن نطرد الدولة من الجنوب حتى يتم تسهيل دخول اسرائيل لها، وعلق أخر أن من يطالب اسرائيل بالتدخل لحمايتهم وقصف الدولة يحذرنا منها!!. وذلك في تخبط واضح.

وبالعودة لكلام ماهر شرف الدين فقد أضاف في منشوره محذرا أهل درعا أنه يجب عليكم ألا تخطئوا خطأ العشائر الذين وقعوا في فخ الفتنة التي صنعتها هذه السلطة المنفَذة لأوامر إسرائيل بالسمع والطاعة.

كما انضم إلى الحملة وئام وهاب، السياسي اللبناني المعروف بولائه لنظام الأسد وارتباطه المباشر بمحور إيران وحزب الله، حيث كتب أن “جنوب الشام غير آمن” داعيًا الناس إلى الانسحاب من درعا والقنيطرة، في لهجة تهويل واضحة تهدف إلى بث الرعب ودفع المدنيين نحو الذعر والنزوح.

حسابات وهمية ومعلومات كاذبة

وانتشرت تغريدات كثيرة على منصات مثل “X” (تويتر سابقاً) وفيس بوك من حسابات مجهولة أو غير موثوقة، ادعت أن هناك قصفًا إسرائيليًا على مواقع عسكرية في درعا، و”انقطاعًا عامًا للكهرباء”، إضافة إلى “حشود دبابات”، و”هروب جماعي باتجاه دمشق”، وهي ادعاءات تبيّن لاحقًا أنها مختلقة بالكامل ولا يوجد ما يدعمها ميدانيًا أو صحفيًا.

خلفيات الحملة: جهة واحدة.. أجندة واحدة

ما يلفت الانتباه هو أن هذه الحملة جاءت في يوم واحد، ومن عدة حسابات وشخصيات مرتبطة بمحور محدد، جميعها تستخدم الأسلوب ذاته في التهويل والتحريض، مما يشير إلى وجود جهة واحدة تقف وراءها وتوجهها بشكل مركزي. وتشير التحليلات إلى أن الميليشيات التابعة للهجري وتلك المدعومة من ميلشيات قسد تقف على الأرجح خلف هذا التصعيد الإعلامي.

ووفق المعطيات، فإن ميلشيات الهجري وبعد سماحها أخيرًا بدخول المساعدات الإنسانية إلى السويداء عبر درعا، تحاول الآن شيطنة المحافظة وتشويه صورتها، وربما جرّ إسرائيل إلى التدخل العسكري في درعا، عبر افتعال مشهد أمني مضطرب في الجنوب، ودفع الأهالي للقيام بردات فعل توظفها لاحقًا دعائيًا.

هذا المشهد الذي يسعى له الهجري وقسد، هي ردات فعل من أهالي درعا تجاه اسرائيل، عبر تخويفهم وبث الرغي قلوب المدنيين، حتى تكون هناك ردات فعل من السلطة او المدنيين على حد سواء تجاه إسرائيل، التي تنتظر على ما يبدو بفارغ الصبر ردات فعل كهذه كي تستغلها لاحقا في حملة قصف ممنهجة على الجنوب السوري.

درعا: خط الدفاع الأول.. وصمام الأمان جنوبًا

تُدرك الأطراف المعادية لمحافظة درعا، أن هذه المنطقة – ومعها القنيطرة – تمثل خط الدفاع الجغرافي والميداني الأول بين إسرائيل ومحافظة السويداء. ولذلك يسعى المحرضون إلى زعزعة استقرارها وبث الفتن داخلها، لتسهيل تمرير أجنداتهم الطائفية والأمنية، والتي تخدم بشكل مباشر المشروع الإسرائيلي في الجنوب السوري، سواء بشكل مباشر أو بالوكالة.

وأكدت مصادر محلية وصحفية من داخل محافظة درعا لشبكة شام، أنه لا توجد أي تحركات عسكرية إسرائيلية، ولا توجد أية موجات نزوح، كما أن الكهرباء والمياه لم تشهد أي انقطاع خارج عن المعتاد، وكل ما يُشاع عن “تسميم المياه” أو “قصف للفوج 404” هو محض كذب وفبركة.

إن ما جرى خلال الساعات الماضية لا يمكن فهمه إلا ضمن سياق ممنهج من التحريض الطائفي والدعائي، تقوده أطراف مرتبطة بميليشيات الهجري وتيارات موالية لإسرائيل أولها ميلشيات قسد، وهدفه ضرب الاستقرار المجتمعي في درعا، وتشويه صورتها الوطنية.

لكن درعا – التي لطالما وقفت سداً منيعاً في وجه مشاريع التقسيم والفتن – ستبقى كما عرفها السوريون: بوابة الجنوب، ودرع الوطن.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ