
حلب تدخل في هدوء بعد شهر الموت .. الاخلاء يبدأ فجر الغد و الطريق يمر بريف حلب الغربي و من ثم الشمالي عبر تركيا
دخل الاتفاق المبرم بين فصائل الثوار و الاحتلال الروسي ، الذي رعته تركيا، حيز التنفيذ بعد دخول مدينة حلب في اطار وقف اطلاق للنار بعد أن شهدت طوال شهر تقريباً أعنف حملة في الثورة السورية تتعرض لها مدينة تحوي أكثر من ٣٥٠ ألف مدني، ومحاصرة من الصيف الفائت.
و أعلمت القيادات العسكرية للفصائل الثورية في الأحياء المحررة المتبقية من مدينة حلب، عناصرها بتطبيق وقف اطلاق للنار بشكل فوري على كافة الجبهات مع الحفاظ على الجهازية للرد على أي خرق يتم.
فيما نصت بنود الاتفاق على بدء اخراج جميع المتواجدين ، في الأحياء المحررة، باتجاه ريف حلب الغربي و منه إلى ادلب، بعد أن تعذر نقلهم إلى الريف الشمالي بسبب وجود تعقيدات مختلفة و تداخل في المناطق المسيطر عليها من قبل قوات الأسد و المليشيات الايرانية و الفصائل الكردية الانفصالية و تنظيم الدولة.
و تشير مصادر مواكبة للمفاوضات، إلى أن الاتفاق أتاح لتركيا نقل المهجرين من حلب إلى الريف الشمالي ، حيث تتواجد قوات درع الفرات، عن طريق الأراضي التركية من باب الهوى إلى أحد المعبرين في الشمال “باب السلام” أو “جرابلس”.
وتبدء عملية الاخلاء اعتباراً من فجر يومك الغد ، الساعة الخامسة فجرآً، عبر باصات متنقلة من الأحياء المحررة المتبقية مروراً بمغعبر بستار القصر وصولاً إلى الريف الغربي، حيث تجري حاليا الاستعدادات لاستقبال المهجرين و لاسيما المصابين ، من خلال تجهيز سيارات الاسعاف.
و أتى الاتفاق ثمرة مفاوضات وصفت بالشاقة، بحضور سياسي و أمني تركي لتسهيل المفاوضات، التي شابها تعثرات كثيرة في الأسابيع الماضية بعد نكوس الاحتلال الروسي ، في العديد من المرات وتغيير للاتفاقات والتعهدات التي يتقدم بها.
و تم الاتفاق قبل سويعات من جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها الدول الأوربية لبحث عمليات الابادة في حلب، والتي شهدات اتهامات شديدة من المندوبين الأوربيين و المندوب الأمريكي ، في حين رد المندوب الروسي كما جرت العادة بنفي كل الاتهامات .