
تقرير شام الاقتصادي | 13 تشرين الأول 2025
شهدت الأسواق السورية استقرارًا نسبيًا في أسعار صرف العملات والذهب، بالتزامن مع نشاط اقتصادي ملحوظ في قطاعات التجارة والاستثمار، ولقاءات رسمية ركّزت على تطوير التعاون الدولي وتعزيز أدوات التخطيط الاقتصادي في البلاد.
في سوق الصرف، سجل الدولار في دمشق وحلب وإدلب سعر 11,450 ليرة سورية للشراء و11,500 للمبيع، بينما ارتفع في الحسكة إلى 11,650 ليرة للشراء و11,700 للمبيع.
أما السعر الرسمي الصادر عن مصرف سوريا المركزي فقد بلغ 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، ما يعكس استمرار الفجوة بين السوقين الرسمي والموازي رغم محاولات ضبط السوق.
أما في أسواق المعادن الثمينة، فقد بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط 1,340,000 ليرة سورية (ما يعادل نحو 117 دولاراً)، فيما سجل عيار 18 قيراط 1,115,000 ليرة (حوالي 100.5 دولار).
وبلغ سعر الليرة الذهبية من عيار 21 قيراط 10,700,000 ليرة، بينما وصل سعر الليرة عيار 22 إلى 11,200,000 ليرة. على الصعيد العالمي، استقرت الأونصة عند 4073.85 دولاراً، في حين بلغ سعرها المحلي 46,600,000 ليرة وفقاً لسعر الصرف الرائج في السوق السورية.
وفي سياق متصل، نظّمت غرفة تجارة دمشق بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة السورية وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ندوة تحت عنوان "تعزيز التعاون من أجل تحقيق أثر إنساني مستدام"، بمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية.
و ركزت الندوة على آليات التعاقد والتوريد وفرص الشراكة مع الشركات المحلية والدولية، إضافة إلى جلسات تفاعلية مع فرق المشتريات واللوجستيات التابعة للبرنامج.
وخلال الندوة، أكدت مريام وورد، ممثلة برنامج الأغذية العالمي، التزام المنظمة بمواصلة العمل في سوريا ودعم رواد الأعمال والفلاحين، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لتحقيق تنمية محلية مستدامة.
من جهته، أوضح سعد بارود من وزارة الخارجية أن اللقاء يشكل بداية جديدة للتعاون بين المنظمات الدولية وقطاع الأعمال السوري، في حين شدد عصام غريواتي، رئيس غرفة تجارة دمشق، على أهمية الانفتاح الاقتصادي والتواصل مع شركاء البرنامج.
كما دعا عامر الحمصي، مدير اتحاد غرف التجارة، إلى توجيه القدرات التجارية نحو مشاريع تنموية تجمع بين العمل الإنساني والنمو الاقتصادي.
وفي القطاع المالي، أنهت بورصة دمشق جلسة تداولاتها اليوم بإجمالي بلغ 2.843 مليار ليرة سورية موزعة على 440 صفقة، بحجم تداول قدره 774,208 أسهماً.
وسجل مؤشر DWX تراجعًا بنسبة 0.99% ليغلق عند 153,859.70 نقطة، في حين انخفض مؤشر DIX بنسبة 2.24% إلى 2,609.74 نقطة، بينما ارتفع مؤشر DLX بنسبة 1.15% مسجلاً 19,312.77 نقطة.
وفي إطار الجهود الحكومية لتطوير أدوات التخطيط الاقتصادي، عقد الفريق المختص بالنمذجة في هيئة التخطيط والإحصاء السورية اجتماعًا برئاسة الدكتور أنس سليم، وبمشاركة خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وباحثين من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق.
وأكد رئيس الهيئة أن النموذج سيكون جزءًا من منظومة وطنية متكاملة تشمل قاعدة بيانات مركزية ونظام رصد وتقييم مرتبط بالمنصة الوطنية للمشروعات. من جانبه، شدد الدكتور توفيق الراجحي من برنامج UNDP على أهمية استخدام أدوات علمية دقيقة لإدارة الأزمات الاقتصادية، بينما أوضح الدكتور علي كنعان أن غياب النمذجة في السابق كان نتيجة لتشتت السياسات الاقتصادية وضعف التنسيق المؤسسي، مؤكدًا ضرورة توفير البنية التقنية اللازمة لإنجاح المشروع.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن خطة شاملة لتعزيز التعاون بين هيئة التخطيط والإحصاء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف بناء أدوات تحليلية حديثة تسهم في دعم التنمية المستدامة وتحسين كفاءة صنع القرار الاقتصادي في سوريا.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.