
تفاصيل اجتماع "توفيق شهاب الدين" بـ"الجولاني" وتوقيع اتفاق إنهاء الاقتتال بين الزنكي وتحرير الشام
دخلت هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين زنكي يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر تشرين الثاني، باتفاق هدنة هي الثانية خلال الاقتتال الذي دار بينها بعد عودة التوتر بين الطرفين في السابع من تشرين الثاني الحالي، كانت الهدنة بوساطة من الشيخين "عبد الله المحيسني ومصلح العلياني" بعد سلسلة نداءات ودعوات للحل ووقف نزيف الدماء بين الطرفين.
شملت الهدنة التي بدأت الساعة العاشرة ليلاً حتى ظهر الخميس الجانبين الإعلامي والعسكري، و سحب الطرفين لأرتالهم للخلف والثقيل، قبل أن تمدد لحين الإعلان رسمياً عن الاتفاق النهائي بين الطرفين صباح السابع عشر من تشرين الثاني أي بعد عشرة أيام من الاقتتال والتوتر الذي شهده ريف حلب الغربي.
كان يوم الخميس السادس عشر من شهر تشرين الثاني هو النقطة الفاصلة لإنهاء الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وحركة الزنكي مع سلسلة لقاءات مكثفة أدارها الدكتور "عبدالله المحيسني" والشيخ "مصلح العلياني" بين الطرفين لتذليل جميع العقبات للقاء بين قائدي الفصيلين ممثلين بالشيخ توفيق شهاب الدين قائد حركة نور الدين زنكي وأبو محمد الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام.
حصلت شبكة "شام" الإخبارية على معلومات خاصة حول تفاصيل الاجتماع بين القائدين وإنهاء الاقتتال بينهما، ذكرت المصادر أن حركة الزنكي أصرت خلال لقائها الوسطاء للحل ممثلين بالمشايخ أن يكون "الجولاني" على رأس الوفد الممثل لهيئة تحرير الشام في التفاوض، وهذا ما أعلن عنه القيادي في الزنكي "حسام أطرش" في لقاء الوساطة الأول مع وجهاء القبائل وطالبهم برد من "الجولاني" بشكل شخصي.
وأضافت المصادر أن مبادرة الشيخين "المحيسني والعلياني" كانت محل توافق بين الزنكي وتحرير الشام، اجتمع الشيخان بداية مع قائد حركة نور الدين زنكي "توفيق شهاب الدين" في مناطق سيطرة الزنكي بريف حلب الغربي بحضور "حسام الشافعي" عن هيئة تحرير الشام، وتم التباحث في تفاصيل الاتفاق، أصر فيها "شهاب الدين" أن يكون الاجتماع الثاني بحضور "الجولاني" شخصياً وقائد حركة أحرار الشام "حسن صوفان".
تلا الاجتماع الأول الذي استمر لساعات المساء الانتقال لمنطقة قريبة من موقع الاجتماع الأول تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي أيضاَ، حضره "توفيق شهاب الدين و أبو محمد الجولاني و"حسن صوفان"، إضافة للشيخين "المحيسني والعلياني" وعدة شخصيات من الزنكي منها حسام أطرش وأحمد رزق وشخصيات من هيئة تحرير الشام.
استمر الاجتماع بين الطرفين قرابة 11 ساعة تم خلالها التطرق لجميع القضايا العالقة بين الطرفين، منها الخلاف الأخير، وقضية التفرد في القرار السياسي والعسكري من قبل تحرير الشام وضرورة ضبط الوضع على الصعيدين في المحرر، إضافة لطرح فكرة تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وتم الاتفاق على جملة من القضايا منها إعادة الأمور إلى ما كانت عليه بين الزنكي والهيئة كاملاً خلال أسبوع تتضمن النقاط والمقرات العسكرية والحشود، والعمل على تبييض السجون بدءاً من ملف الأحرار حتى آخر اقتتال، والسعي لمصالحة وطنية وشعبية شاملة بعد أن فقدت الهيئة حاضنتها بريف حلب الغربي، وضرورة التشاور في القرارات السياسية والعسكرية على مستوى المحرر.
انتهى الاجتماع بالتوصل لصيغة اتفاق تعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنهاء الاقتتال بشكل كامل تضمنت الوثيقة خمسة بنود وقع عليها "شهاب الدين" و"الجولاني" بالأختام الرسمية دون ذكر اسميهما في الوقت الذي وقع فيه الشيخان "عبد الله المحيسني ومصلح العلياني" بالاسم، تضمنت وقف إطلاق النار ورفع الحواجز وفتح الطرقات بين الطرفين، والاتفاق على إطلاق سراح الأسرى من الطرفين بشكل مباشر، على أن يتم تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لحل الأمور العالقة والعمل على رد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاقتتال، ووقف كافة أشكال التحريض الإعلامي بين الطرفين، مع وجوب الدعوة للتهدئة وبث روح أخوة الإيمان بين الجميع، وضرورة السعي لتشكيل غرفة عمليات مشتركة ضد نظام الأسد وحلفاءه.