بين القبول والخوف: كيف يؤثر تعامل الأهل على حياة الطفل ذي الإعاقة الذهنية؟
بين القبول والخوف: كيف يؤثر تعامل الأهل على حياة الطفل ذي الإعاقة الذهنية؟
● أخبار سورية ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٥

بين القبول والخوف: كيف يؤثر تعامل الأهل على حياة الطفل ذي الإعاقة الذهنية؟

أصعبُ موقفٍ يمرّ به الوالدان لحظةَ اكتشافهما أن طفلهما يعاني من إعاقةٍ ذهنية، وأنه سيواجه سلسلةً طويلةً من التحديات خلال مراحل حياته المختلفة، والتي تتضاعف تبعاً لدرجتها، مما يضع الأسرة في دوّامةٍ من القلق والحيرة بين القبول والرفض، وبين الأمل والخوف من المستقبل.

تعريف الإعاقة الذهنية
ويُعرّف المختصون هذه الحالة بأنها ضعفٌ في القدرات الإدراكية يؤثر في قدرة الفرد على التعلّم والفهم والتكيّف مع متطلبات الحياة اليومية، وتنقسم عادةً إلى أربع أنواع: البسيطة، والمتوسطة، والشديدة، والعميقة، حيث تقلّ القدرة على الاستقلال والتفاعل كلما زادت شدّتها، ويزداد معها احتياج الفرد إلى الرعاية والدعم المستمرّين.

سلوكيات خاطئة في التعامل مع ذوي الإعاقة الذهنية
إلّا أن بعض الأهالي يخطئون في طريقة تعاملهم مع الطفل ذي الإعاقة الذهنية، كاتباعهم العنفَ اللفظيَّ أو الجسديَّ معه عند فقدان صبرهم أمام تصرّفاته أو صعوبة استجابته، غيرَ مدركين أنّ العنف لا يزيده إلّا خوفاً وانطواءً.

وهناك من يُهمل الطفل أو يتجاهله بدافع الإحباط أو الجهل بطبيعة حالته، فيُترك وحيداً بلا تواصلٍ أو اهتمام. وآخرون يخجلون من وجوده في الأسرة، فيعزلونه داخل المنزل أو يمنعون الآخرين من رؤيته خوفاً من كلام الناس ونظرتهم السلبية.

كما ترفض بعض الأسر التعاون مع المختصين والمؤسسات التي تهتم هذه الحالات، إمّا لقلة الوعي أو لضعف الإمكانيات المادية. وفي المقابل، تتبع أمهات أسلوب الحماية الزائدة، فتمتنع عن السماح للطفل بأي تجربة أو تفاعل بدافع الخوف عليه، لكنها بذلك تحرمه من فرص التعلّم واكتساب المهارات.

الإهمال والخجل: عواقب التعامل غير السليم 
يؤكد الأخصائيون أن السلوكيات الخاطئة في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية تترك آثاراً سلوكية ونفسية واضحة، تختلف شدتها بحسب درجة الحالة. فبعضهم يواجه الإهمال والتجاهل، فيما ينطوي آخرون ويشعرون بالخجل نتيجة شعورهم بعدم القبول.

كما تتفاقم صعوبات التعلم والتكيف مع الحياة اليومية لدى من يتعرضون لهذه المعاملة، وقد تظهر لديهم مشكلات نفسية تشمل القلق أو الاكتئاب، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز والخوف من المحاولة حتى في أبسط الأمور، لتصبح رحلة نموهم أكثر تحدياً.

الصبر والقبول: مفتاح دعم الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية
يشدد المختصون على أهمية توعية الأهل بكيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، منوهين إلى أن الطفل يحتاج إلى الصبر والتوجيه أكثر من العقاب أو التجاهل، كما يؤكدون على ضرورة تقديم الدعم النفسي للأهل وتشجيعهم على قبول أبنائهم كما هم.

ويشيرون إلى ضرورة تشجيع الطفل على المشاركة مع أقرانه في الأنشطة المختلفة بحسب قدراته، ومنع إخفائه خوفاً من نظرة المجتمع. كما يؤكدون على أهمية التعاون مع المراكز المتخصصة والمعالجين النفسيين لتقديم الرعاية المناسبة، بما يضمن تعزيز قدرة الطفل على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ