بين السرعة الزائدة والبنية المتضررة: العوامل التي تجعل الحوادث في سوريا مأساة متكررة
يتكرر وقوع حوادث السير في سوريا بصورة لافتة، مخلفاً خسائر مادية ومعنوية وبشرية كبيرة. وتتصاعد مشاهد الحوادث المأساوية على منصات التواصل، في الوقت الذي يواصل فيه الدفاع المدني جهوده لتحذير المواطنين ونشر الإرشادات بهدف الحدّ من هذه الحوادث وحماية المدنيين من مخاطرها المتزايدة.
وكانت فرق الطوارئ قد استجابت يوم السبت 22 تشرين الثاني لأربعة حوادث مرورية، أدّت ـ بحسب ما ذكرته مؤسسة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" عبر معرفاتها الرسمية ـ إلى وفاة رجل وإصابة خمسة مدنيين بجروح.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، يقول عبد الحليم الشهاب، رئيس قسم الاستعداد والجاهزية في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، إنهم يتابعون بشكل يومي واقع حوادث السير في سوريا، ويعملون على إنقاذ الأرواح والتقليل من الخسائر قدر الإمكان، ولكن الحوادث المرورية ما زالت من أكثر المخاطر التي تهدد حياة المدنيين في سوريا.
وأشار إلى أن فرقهم استجابت لـ ٢٠٥٠ حادثاً مرورياً في ٥٧٦ موقعاً مختلفاً، من بداية عام ٢٠٢٥ وحتى نهاية شهر أيلول، مؤكداً أن هذه الأرقام المرتفعة تعكس حجم المشكلة وخطورتها، خاصة أنها أدت إلى إصابة ١٨٨٩ مدنياً من أطفال ونساء، فيما فقد ١٢٠ شخصاً حياتهم.
وذكر الشهاب أسباب وقوع حوادث السير، منوهاً إلى أن السرعة الزائدة تأتي في مقدمة الأسباب، إلى جانب تشتّت انتباه السائقين واستخدام الهاتف أثناء القيادة، كما تلعب البنية التحتية المتضررة دوراً رئيسياً في ارتفاع عدد الحوادث، سواء من خلال الحفر أو الانهيارات أو غياب الإشارات المرورية.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن قيادة الدراجات النارية والسيارات من قبل غير المؤهلين، وغياب الصيانة الدورية للمركبات مثل الأعطال في المكابح أو الإطارات أو الأضواء، عوامل أكد السيد عبد الحليم أنها مجتمعة تجعل الطرق أكثر خطورة وتزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
وأردف أن الحوادث لا تنعكس فقط على الأفراد وعائلاتهم، بل تترك آثاراً اجتماعية واقتصادية كبيرة، مضيفاً أن فرقهم تبذل جهوداً كبيرة في الإنقاذ والإخلاء والإسعاف، لكنها تصطدم يومياً بنتائج مؤلمة، من أسر فقدت معيلها، وأطفال أصيبوا بإعاقات دائمة، وعبء متزايد أيضاً على القطاع الطبي وخدمات الطوارئ.
ووجه عبد الحليم الشهاب مجموعة من النصائح والإرشادات للحد من وقوع حوادث السير، بناءً على خبرتهم في الميدان، منها: ضرورة الالتزام بالسرعات المحددة، والابتعاد عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، والتأكيد على أهمية الصيانة الدورية للمركبات، والتحقق من سلامة المكابح والإطارات والأضواء قبل الانطلاق.
وأكد على ضرورة منع قيادة الأطفال أو غير الحاصلين على رخصة القيادة، وارتداء الخوذة لراكبي الدراجات النارية، والالتزام بعبور المشاة من الأماكن المخصصة لهم.
وقال في ختام حديثه: "نحن في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث نشدد دائماً على أن السلامة مسؤولية مشتركة بين السائق والمشاة والمجتمع، والالتزام بالإرشادات البسيطة قد يكون هو الفارق بين الحياة والموت".