بين إرث الصناعة وضيق المعيشة.. السجاد يتحول إلى حلم منزلي مؤجل
بين إرث الصناعة وضيق المعيشة.. السجاد يتحول إلى حلم منزلي مؤجل
● أخبار سورية ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٥

بين إرث الصناعة وضيق المعيشة.. السجاد يتحول إلى حلم منزلي مؤجل

مع اقتراب فصل الشتاء، تبدأ السيدات السوريات بتجهيز منازلهن بالأثاث الشتوي، ويأتي السجاد في مقدمة هذه التجهيزات. وتسعى بعض العائلات لاقتناء سجاد جديد، لا سيما عند فرش غرفة الضيوف، للحصول على منظر جذاب، خصوصاً إذا كان السجاد القديم قد تآكل أو فقد رونقه.

ارتفاع أسعار السجاد
غير أن أسعار السجاد هذا العام شهدت ارتفاعاً تجاوز 25% مقارنة بالعام الماضي، إذ يتراوح سعر المتر الواحد من السجاد المحلي بين 150 و250 ألف ليرة سورية، في حين تجاوزت بعض أنواع السجاد المستورد 400 ألف ليرة. وقد جعل هذا الارتفاع اقتناء السجاد الجديد حكراً في الغالب على العائلات الميسورة التي لا تواجه صعوبات اقتصادية.

تراجع الإقبال على شراء السجاد
ويُرجع العاملون في قطاع السجاد أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف المواد الأولية والنقل، إضافة إلى تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار على معظم المواد والاحتياجات تقريباً، ما أدى إلى تراجع الإقبال على شراء السجاد الجديد هذا العام بنسبة تجاوزت 35%، بحسب مراقبين.

سوء الأوضاع الاقتصادية لآلاف الأسر في سوريا
فأغلب العوائل تعاني من ضغوط مادية واقتصادية تجعلها بالكاد قادرة على تأمين لقمة العيش لأبنائها وتغطية الضروريات، حتى أصبح شراء السجاد من الكماليات والرفاهيات المحصورة في ذوي الدخل المرتفع.

وفي هذا السياق، تقول أم محمد، إحدى السيدات اللواتي تحدثنا معهن: "الوضع أصبح قاسياً، لم نعد نعرف ماذا نؤمن أولاً: مواد التدفئة، أم مستلزمات التعليم لأبنائنا، أم الطعام والشراب، أم أن نحتفظ ببعض المال للطوارئ الطبية؟" وتضيف: "شراء سجادة جديدة أصبح يتطلب ترتيبات وحسابات ومبلغاً مالياً لا نملكه".

حلول بديلة أقلّ تكلفة
وبسبب هذه الظروف المادية الصعبة، تضطر العائلات إلى اللجوء إلى حلول بديلة، مثل الاعتماد على السجاد القديم الذي يمتلكونه وإن كان بالياً ولا يفي بالغرض، أو متابعة صفحات التواصل الاجتماعي التي تقدم عروضاً وتخفيضات.

كما تلجأ السيدات إلى شراء سجادات ذات جودة منخفضة بأسعار رخيصة، أو حتى اقتناء السجاد المستعمل، في محاولة لتلبية احتياجات الأسرة بما يتناسب مع قدراتها المالية المحدودة.

أنواع السجاد السوري
تتنوع أنواع السجاد السوري بين المصنوع يدوياً من الحرير أو الصوف، والسجاد الميكانيكي الذي يشمل أنواعاً مثل "فريزيه" و"هتست" و"شانيل". تقليدياً، اشتهرت دمشق وإنتاج السجاد المملوكي (الدمشقي)، بينما يبرز اليوم إنتاج السجاد اليدوي في حوران وبعض المناطق الأخرى.

ووفقاً لموقع "خارطة التجارة الدولية"، بلغت صادرات السجاد السوري حوالي 1,764 طناً بقيمة 2 مليون و772 ألف دولار في عام 2020، وكانت السعودية الوجهة الرئيسية لهذه الصادرات بنسبة 91.7%، تلتها لبنان بنسبة 3.1%.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ