بعد يوم من اعتقاله.. أمنية "فيلق. الشام" تُسلم جثة رجل مدني قضى "تحت التعذيب" في سجونها
علمت شبكة "شام" من مصادر محلية خاصة، أن القوة الأمنية التابعة لفصيل "فيلق الشام" التابع للجبهة الوطنية للتحرير، أحد مكونات الجيش الوطني السوري، سلمت اليوم، جثة رجل مدني، لعائلته، بعد قضائه تحت التعذيب في أحد سجونها بريف عفرين.
وقالت مصادر "شام" إن المدني "عبد الرزاق طراد العبيد"، من أبناء قرية معرزاف بريف حماة، وهو تاجر سيارات، اعتقل يوم أمس بظروف غامضة بريف عفرين، من قبل الجهاز الأمني التابع لفيلق الشام، دون معرفة أسباب اعتقاله.
وأوضحت مصادر "شام" أن عائلته أبلغت بوفاته في سجون الفصيل المذكور، بعد ساعات قليلة من اعتقاله، وحصلت "شام" على صور وفيديوهات خاصة، تظهر آثار التعذيب الذي تعرض له الرجل خلال ساعات من اعتقاله، تسببت بوفاته.
وتقول المعلومات إن أمنية الفيلق - والتي لم يصدر عنها أي توضيح حتى لحظة كتابة التقرير - سلمت جثة الرجل لعائلته بريف عفرين، حيث تم نقلها لريف إدلب الشمالي ليصار إلى دفنها هناك، دون أي تفاصيل إضافية تملكها عائلته عن سبب الاعتقال وقتله بهذه الطريقة.
وفي كانون الثاني من عام 2019، قال نشطاء من ريف حمص، إن الجهاز الأمني التابعة لفيلق الشام في منطقة عفرين سلم جثة شاب تعرض لتعذيب شديد وفارق الحياة على إثرها لذويه في منطقة عفرين، بعد اعتقاله لأكثر من أسبوع في سجون الفصيل، علما أنه أحد المقاتلين التابعين له.
ووفق المصادر فإن الشاب "محمد سعيد العتر" من مدينة القصير، وهو مقاتلي في صفوف فيلق الشام، قضى تحت التعذيب في سجون الفيلق الأمنية، بعد تعذيبه بشكل كبير خلال أسبوع من الاعتقال، بتهمة سرقة لم تعرف تفاصيلها، إلا أنه فارق الحياة تحت التعذيب وسلمت جثته لذويه في منطقة ميدانكي بريف عفرين.
ونشر نشطاء صور للشاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض الشاب لعملية تعذيب شديدة، والتي أودت بحياته، معتبرين أنها جريمة كبيرة يجب على القضاء محاسبة الفاعلين مهما كانت الأسباب، كون الشاب مقاتل في صفوف الفصيل ولايوجد أي تهمة تجير لهم قتله تحت التعذيب بهذه الطريقة الوحشية.
وحينها، أعفت القيادة العسكرية في فيلق الشام بريف عفرين، مدير المكتب الأمني لقطاع الشمال "أحمد الحسين أبو عبد الله"، على خلفية مقتل شاب من عناصر الفيلق تحت التعذيب في الأمنية التابعة للفيلق في منطقة عفرين اليوم.
وأعلنت قيادة الفيلق وفق مصادر عسكرية عن تشكيل لجنة تحقيق للنظر في قضية مقتل الشاب "محمد سعيد العتر" بعد اعتقاله في أحد سجون الفيلق بمنطقة عفرين، بتهمة السرقة، والتي أثارت حالت استهجان كبيرة بين النشطاء بعد انتشار صور مؤلمة لعمليات التعذيب التي تظهر على جثة الشاب بعد تسليمها لذويه اليوم.
وعلق الشرعي العام في الفيلق "عمر حديفه" على الحادثة بالقول: "ما حدث اليوم وما وصلني عصر هذا اليوم من صورٍ لتعذيب هذا الشاب ( محمد العتر ) جريمةٌ كبيرةٌ لا يمكن السكوت عنها وعن فاعليها بغضّ النظر عن أسبابها .... فكلٌ قد يدّعي ما يريد وما يُبرّىء نفسه ".
وقال حينها: "وقد تحوّلت القضية والتحقيق بها إلي في المكتب الشرعي ، وبغضِّ النظر عمّن تكلم بذلك ، فهي مطلبٌ اخلاقيّ وشرعيّ وانسانيّ لتتبيّن حقيقة الأمر والمتورطين بها مهما كان شأنهم ... فوالله لن أتوانى في كشف حقيقة الأمر ولو كان ثمنها حياتي ".