بعد مواجهات دامية.. "صقور الشمال" يعلن حل نفسه والخروج من "الشامية"
أعلن فصيل "فرقة صقور الشمال" يوم الخميس 17 تشرين الأول/ أكتوبر، عن حل نفسه والخروج من مرتبات "الجبهة الشامية" وتقرر أيضًا تسليم إدارة الفصيل لوزارة الدفاع التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة".
وبرر الفصيل القرار الصادر عنه "رغم رفضه سابقًا"، بأنه بسبب "المتطلبات التنظيمية في الأونة الأخيرة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية وكفاءة في محاربة الأعداء"، وفق نص البيان.
واعتبر أن "عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري مستمرة منذ عامين وفي هذا السياق يتم الآن إعادة توزيع الأدوار والوظائف الموكلة لبعض التشكيلات"، حسبما ذكره الفصيل في إعلان ينهي مرحلة جديدة من الصراع والتناحر الداخلي بين مكونات الجيش الوطني.
وجاء قرار قيادة "فرقة صقور الشمال" عقب رفضها قرار سابق ينص على حل الفصيل ما أدى إلى توتر واستنفار لأسابيع تمخض عنه اقتتال دامٍ خلال الساعات الماضية، وكان تزايد التوتر عقب إعلان الصقور رفض قرار الحل والانضمام إلى "الشامية" في أيلول الماضي.
الأمر الذي رحبت به "الجبهة الشامية" وقالت إنه "حرصاً على توحيد الجهود العسكرية"، وجاء ذلك عقب إعلان فصيل "صقور الشمال"، اندماجه الكامل مع "الشامية" بعد ساعات من إصدار وزارة الدفاع في "الحكومة المؤقتة"، قراراً بحله.
وقال الفصيل في بيان وقتذاك، إن قراره جاء "انسجاماً مع رغبة الأخوة الأتراك في اختصار الفصائل الثورية، واستجابة لرغبة القادة والمقاتلين، بالاستمرار في العمل في صفوف الثورة"، حسب وصفه.
وكانت وزارة الدفاع في "الحكومة المؤقتة"، أعلنت عزمها تكليف القوى البشرية والمعدات العسكرية واللوجستية التابعة لفصيل "صقور الشمال" ضمن مؤسسات وفصائل مختلفة في "الجيش الوطني".
وذكرت أن خطوة حل الفصيل تأتي ضمن عملية إعادة هيكلة "الجيش الوطني"، وفق خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين، مشيرة إلى أن إعادة توزيع المهام والوظائف لبعض الوحدات العسكرية يأتي بحسب ما تقتضيه المتطلبات الميدانية.
وأضافت أنها كلفت نائب وزير الدفاع "عدنان الدياب"، بشكل مؤقت قائداً عاماً لفصيل "صقور الشمال"، وذلك بسبب إصابة قائد الفصيل حسن خيرية بوعكة صحية، على حد قولها.
وفي مساء أمس الأربعاء هاجمت "القوة المشتركة" التي تضم ما يعرف بـ"العمشات والحمزات" مقر فصيل صقور الشمال في حور كلس شمال حلب، وسيطرت عليه بعد معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة.
وتصاعد الموقف عند تدخل الجبهة الشامية لصالح الفصيل المندمج فيها حديثا وتوسعت رقعة المواجهات العسكرية التي أدت إلى مقتل سيدة على الأقل وجرح مدنيين علاوة على قطع طرق رئيسية مثل الطريق الواصل بين مدينتي عفرين وإعزاز شمال حلب.
وتخلل الصراع الدامي الذي لم يكشف عن العدد الدقيق للقتلى من الطرفين، "مصادر قدرت مقتل 10 عناصر من القوة المشتركة و2 من الصقور"، تبادل الهجمات وسيطرة كل طرف على مواقع ومقرات تتبع للطرف الآخر وسجل احتجاز وأسر عناصر من كلا الجانبين.
وكان تمكن الدفاع المدني السوري ظهر اليوم من التوصل إلى هدنة مؤقتة لإجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى حيث سجل تضرر عدد من المنازل والخيم جراء المعارك والقصف بينما جرى تبادل الاتهامات بين الطرفين عن المسؤولية عن قصف التجمعات السكنية في المنطقة التي تضم مئات العائلات.