
بعد خذلان العالم ... "الدواليب" مضاد الطيران المحلي لفصائل الثوار في معركتها ضد روسيا والأسد
يشكل الطيران الحربي والمروحي التابعين للنظام وروسيا في المعركة السورية، عاملاً ولاعباً أساسياً في تغيير الموازين كونها تفرض سيطرتها على الجو والأرض، وتعتبر سلاحاً فتاكاً لاتملك فصائل الثوار مايقابله أو يستطيع إسقاطه، بعد أن حظر العالم بأسره دخول الصواريخ المضادة للطائرات لسوريا وتسليمها للمعارضة.
وكان الطيران هو رأس الحربة في معركة النظام ضد المدنيين والفصائل في المناطق الخارجة عن سيطرته والثائرة ضده، استخدم هذا السلاح الفتاح في قصف المدن والبلدات وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين، لتكمل روسيا بأحدث طائراتها الدور منذ تدخلها عام 2015 وتحول جل المدن السورية لركام، ثم تبسط سيطرتها عليها.
وطيلة السنوات الماضية، استطاع الثوار إحراز تقدم كبير على النظام في مساحات شائعة من التراب السوري، لولا امتلاك النظام سلاح الطيران والأجواء كاملة، ودعم روسيا الكبير له جواً، ما غير موازين القوى والسيطرة على الأرض، ومكن النظام من التقدم والتوسع بعد تدمير المناطق لإخضاعها.
ولعب سلاح الطيران عاملاً أساسياً في تمكين النظام من السيطرة على المدن الرئيسية في حلب والغوطة ومناطق اخرى، ولازال النظام يستخدم هذا السلاح الفتاك لقتل المدنيين وتدمير المناطق المحررة، دون أي رادع دولي، مع خط أحمر يمنع توريد السلاح المضاد للطائرات لأيدي المعارضة، والتي استطاعت إسقاط العشرات من الطائرات الحربية منها روسيا والمروحية بواسطة الرشاشات الثقيلة.
وفي سياق استمرار المعركة السورية، ابتدع الثوار وسائل عديدة لتخفيف حدة سطوة الطيران الحربي والمروحي على الأجواء، لاسيما في أوقات المعارك، من خلال استخدام الإطارات البلاستيكية "الدواليب" وإشعالها في مناطق قريبة من خط الجبهات والمعارك، والتي من شأنها تقويض حركة الطيران وكشفه للأرض من خلال الغمامة السوداء التي يسببها اشتعالها.
وباتت "الدواليب" اليوم سلاح الفصائل الوحيد في مواجهة أكبر ترسانة عسكرية جوية لروسيا والنظام، والتي لازالت تراهن على امتلاكها الأجواء في قلب موازين المعركة، وتستخدم هذه الطائرات في قصف المدنيين وإرهاق الحاضنة الشعبية بالقتل والتشريد والتدمير، والتي لم تكسر إرادة الشعب السوري حتى اليوم.