
“برج ترامب” في دمشق: مشروع عقاري ضخم يعكس انفتاح سوريا بعد رفع العقوبات
أعلنت مجموعة “تايغر” العقارية الإماراتية نيتها تنفيذ مشروع برج ترامب في العاصمة السورية دمشق، في خطوة وصفتها بأنها “رمزية” تهدف إلى دعم مرحلة الانفتاح الاقتصادي لسوريا بعد رفع العقوبات الأميركية عنها.
المشروع، الذي أكده رئيس مجموعة تايغر رجل الأعمال وليد الزعبي، من المقرر أن يتكوّن من 45 طابقًا بتكلفة تقديرية تتراوح بين 100 و200 مليون دولار، مع إمكانية تعديل عدد الطوابق حسب الموقع والمخططات النهائية.
وقال الزعبي إن شركته ستتقدّم خلال هذا الأسبوع بطلب رسمي للحصول على تراخيص البناء من الجهات المختصة في دمشق، على أن تبدأ أعمال التنفيذ فور استكمال الموافقات القانونية، بما فيها اتفاقية استخدام العلامة التجارية “ترامب”، والتي لا تزال قيد التفاوض.
وأكد الزعبي أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في يناير/كانون الثاني الماضي، وتم خلال اللقاء مناقشة المشروع ضمن رؤية أوسع لتعزيز الاستثمارات الكبرى في سوريا، مشددًا على أن “البرج سيكون بمثابة رسالة إلى الخارج بأن سوريا تستحق فرصة للسلام والازدهار بعد سنوات الحرب”، بحسب تعبيره.
وكانت فكرة المشروع قد وُلِدت أواخر العام الماضي، بعد أن أثارها النائب الأميركي جو ويلسون خلال جلسة في الكونغرس، مقترحًا أن يكون إنشاء برج باسم ترامب في دمشق جزءًا من الانفتاح الأميركي على سوريا بعد تغيّر النظام.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تحولات إقليمية بارزة، بدأت بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 14 أيار/مايو من الرياض رفع العقوبات عن سوريا، عقب لقاء جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو ما مهّد لموجة انفتاح سياسي واقتصادي إقليمي ودولي تجاه دمشق.
ورغم الطابع الاستثماري للمشروع، إلا أن مراقبين رأوا فيه أيضًا محاولة للفت انتباه الإدارة الأميركية وإرسال إشارات برغبة الحكومة السورية الجديدة في استئناف العلاقات الاقتصادية والسياسية مع واشنطن، لا سيما مع تزايد اهتمام شركات أجنبية بالتواجد في السوق السوري بعد إزالة القيود المالية.
ويُعد المشروع، في حال تنفيذه، أول استثمار من هذا النوع يحمل اسم “ترامب” في منطقة كانت لسنوات تحت العقوبات الأميركية، ويُعوّل عليه أن يكون محفزًا لمزيد من الاستثمارات في البنى التحتية وقطاع الأعمال في سوريا. غير أن تحديات عدة ما تزال قائمة، أبرزها الوضع الاقتصادي الهش، وضعف خدمات الطاقة، وبطء عملية التعافي، رغم التفاؤل الرسمي بمرحلة ما بعد العقوبات.
ويُذكر أن مجموعة “تايغر” التي تتخذ من دبي مقرًا لها، تُعد من أبرز شركات التطوير العقاري في المنطقة، وتُشرف حاليًا على مشروع “تايغر سكاي تاور” في الإمارات، بتكلفة تتجاوز مليار دولار، وتُقدَّم على أنها الشركة المنفذة لأحد أبراج “ترامب تاور” في إسطنبول.