
بالتهديد والوعيد .. تسريب صوتي يفضح توجيهات النظام بحشد مسيرة موالية في السويداء
تناقلت صفحات محلية تسجيلاً صوتياً لـ "وفاء عفلق"، وهي رئيسة فرع اتحاد الطلبة في السويداء المحافظة التي تشهد مظاهرات مناوئة للنظام وجهت من خلالها دعوات لمن اسمتهم بـ "الرّفاق"، للخروج بمسيرة موالية للرد على المظاهرات التي رددت شعارات مناهضة للنظام، كما تضمن التسجيل التنويه بأنّ التوجيهات صادرة عن النظام وتتوعد من يخالفها من الطلاب والموظفين بالعقاب.
واستهلت "عفلق"، التسجيل بقولها إنها أرسلت لمن تخاطبهم تعميم وردها حول أوامر بالخروج بوقفة موالية للنظام أمام مبنى محافظة السويداء، وطلبت من الجميع الحضور إلى المكان المحدد إلى جانب الهيئات الإدارية واللجان كاملة.
وتشدد المسؤولة على ضرورة حشد عدداً كبيراً من الجموع لما وصفته بأن الأمر جاد والمحاسبة ستكون جادة لمن يخالف التعليمات الصادرة عن فرع الحزب، مهددة بمحاسبة من يغيب عن الوقفة المزمع حشدها من قبل نظام الأسد عن طريق الطلاب والموظفين حيث لن يقبل غياب أي أحد.
ولم تكتفي بتهديد من يغيب عن الوقفة الموالية لنظام الأسد بل توعدت من يغادرها قبل الوقت المقرر لها حيث تبدأ من الساعة التاسعة صباح اليوم الأربعاء وتنتهي عند الساعة الواحدة، حسب وصفها.
ودعت "عفلق"، إلى تكثيف التواصل مع الإداريين والطلاب بكافة مراكزهم ضمن المعاهد والكليات، وإخبارها عن نتيجة تلك المحادثات لطلب حافلات نقل تقلهم إلى المكان المحدد للمشاركة في الوقفة التي يجري الحشد لها رداً على المظاهرات التي رددت شعارات ضد نظام الأسد.
وأشارت في التسجيل المسرب إلى أنّ الوقفة تعد رداً مباشراً على الشعارات المناهضة للنظام في المحافظة واصفةً إياها بأنها باتت تطال "رمز الوطن"، في إشارة إلى رأس النظام المجرم "بشار الأسد"، وترى في ذلك اصطياد في الماء العكس ولمنع ذلك شددت على الحضور وحشد عدد كبير من الموظفين والطلاب، حتى في حال وجود امتحانات، لتلبية النداء الوطني حسب وصفها.
واختتمت التسجيل الذي تضمن تعميم تعليمات نظام الأسد لتنظيم وقفة موالية له، بأن الواجب الوطني يحتم على الجميع الحضور والاستنفار لنعكس صورة صحيحة عن أهل الجبل وفقاً لما جاء في التعليمات الصادرة عمن وصفتها بـ "القيادة وفرع الحزب"، للرد على من يندد بـ "رمز الوطن" وتعليمهم كيف تكون المطالبة الصحيحة، حسب تعبيرها.
يأتي ذلك تزامناً مع خروج مظاهرات في مدينة السويداء طالبت بإسقاط النظام وإخراج إيران وروسيا من سوريا، وذلك على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ورفع المحتجون شعارات طالبت بإسقاط النظام وصدحت حناجرهم بشعارات الثورة السورية وأغانيها، وذلك في تحدي واضح لنظام الأسد، الذي استدعى تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.
هذا وسبق أن وثقت مصادر إعلامية محلية في مدينة السويداء، حادثة دهم واعتقال طالت ناشط مدني يدعى "رائد عبدي الخطيب"، هي الحادثة الأولى منذ بداية التظاهرات والاحتجاجات في المحافظة التي دخلت أمس يومها الثالث على التوالي.
يشار إلى أنّ أسلوب حشد الطلاب والتلاميذ والموظفين بالتهديد والوعيد ليست المرة الأولى إذ عمل نظام الأسد على تنظيم مثل تلك المسيرات التي صورها إعلامه على أنها عفوية خلال سنوات الثورة السورية في محاولة فاشلة لتجميل صورة النظام المجرم.