"الناطور" يُحذّر: لا تصدّق كل ما يُنشر... فخ الأخبار الكاذبة يهدد وعي السوريين
"الناطور" يُحذّر: لا تصدّق كل ما يُنشر... فخ الأخبار الكاذبة يهدد وعي السوريين
● أخبار سورية ١٤ مايو ٢٠٢٥

"الناطور" يُحذّر: لا تصدّق كل ما يُنشر... فخ الأخبار الكاذبة يهدد وعي السوريين

في زمنٍ أصبحت فيه المعلومة تصل إلى الجميع بلمح البصر، باتت منصات التواصل الاجتماعي سلاحاً ذا حدين. فكما تُمكن هذه الوسائل الناس من إيصال صوتهم وكشف الحقائق، تُستخدم أيضاً في نشر الأكاذيب وترويج الشائعات، مخلفةً آثاراً عميقة على الأفراد والمجتمعات. والمجتمع السوري ليس استثناءً من هذا الواقع المعقّد، بل لعلّه من أبرز ضحاياه في السنوات الأخيرة.

في مقطع فيديو تداوله ناشطون مؤخراً، ظهر الفنان السوري مازن الناطور محذراً من تصديق كل ما يُنشر على منصات التواصل، مؤكداً أن كثيراً مما يُنشر هو "مغرض وملفق وكاذب" ويهدف للتشويش والإساءة، ومشيداً بأهمية الوعي والتفكير النقدي قبل تبنّي أي معلومة. أشار الناطور إلى أن السوريين – تحديداً – مستهدفون من قبل جهات لا تريد لسوريا أن تتعافى أو تنهض.

الأخبار الكاذبة وتأثيرها الواقعي
لم تكن تحذيرات الناطور نظرية أو مبالغة، بل تعكس واقعاً مريراً عاشه السوريون في ظل الحرب والضيق الاقتصادي والاجتماعي. فعلى مدى السنوات الماضية، لعبت الأخبار الكاذبة دوراً خطيراً في زعزعة الأمن النفسي والاجتماعي للمواطنين. انتشرت مثلاً إشاعات عن معارك قريبة، أو حملات اعتقال واسعة، مما دفع الكثيرين إلى النزوح المفاجئ أو اتخاذ قرارات مصيرية بناءً على معلومات لا أساس لها.

مثال حديث: إشاعة اختطاف النساء في الساحل
من بين الأمثلة الحديثة والخطيرة التي أثارت قلقاً واسعاً، ما تداولته صفحات مشبوهة تابعة لفلول النظام البائد السوري عن حوادث "اختطاف نساء" من الساحل السوري. وبالرغم من أن التحقيقات لم تثبت صحة هذه الادعاءات، إلا أن الهدف من الإشاعة كان واضحاً: تأجيج النعرات الطائفية، وبث الرعب بين الناس، وزعزعة الثقة بين مكونات المجتمع السوري.

في هذا السياق، أصبحت كل حادثة "اختفاء" تُستغل فوراً من قبل هذه الصفحات لتوجيه الاتهامات لأطراف معينة، سواء لقوات الأمن أو للناشطين المعارضين، دون أدلة أو تحقيقات. الهدف من ذلك ليس فقط خداع الرأي العام، بل أيضاً دفع السوريين نحو مزيد من الانقسام والتخوين.

التضليل السياسي وتوجيه الرأي العام
الخطورة لا تقتصر على الأخبار الأمنية أو الاجتماعية، بل تمتد إلى المجال السياسي أيضاً. فبعض الجهات تنشر أخباراً مضللة بهدف توجيه الرأي العام أو تبرير قرارات معينة. على سبيل المثال، تم مؤخراً تداول أخبار عن "مصالحة وطنية شاملة" أو "قرار دولي حاسم" بشأن سوريا، مما جعل المواطنين يتراجعون عن مطالبهم أو حتى يعودون إلى مناطق غير آمنة، ظناً منهم أن التسوية قريبة. مما أدى إلى اعتقال أشخاص وغابوا خلف القضبان.

الإعلام كساحة حرب
يتضح من كل ما سبق أن الإعلام في الحالة السورية لم يكن مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح ساحة حرب حقيقية، حيث تُستخدم المعلومة كسلاح نفسي وسياسي. المواطن السوري، الذي عانى ويلات الحرب والتهجير والضغوط الاقتصادية، بات اليوم ضحية تلاعب إعلامي ممنهج، يصعّب عليه تمييز الحقيقة وسط زخم الروايات.

إن تداول الأخبار الكاذبة لا يمر مرور الكرام في مجتمع منهك كالمجتمع السوري، بل يترك آثاراً جسيمة تمتد من الخوف والارتباك وصولاً إلى اتخاذ قرارات خاطئة وربما كارثية. لذلك، فإن مسؤولية التحقق من صحة المعلومات ونشر الوعي الإعلامي باتت من الأولويات، ليس فقط على الأفراد، بل على المؤسسات والمنصات الإعلامية. وكما قال مازن الناطور: "العاقل يفكر ويقيّم قبل أن يصدق أي شيء منشور".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ