
المجلس المحلي لمحافظة دير الزور يحذر من تسليم المحافظة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية
توجه المجلس المحلي الحر لمحافظة دير الزور برسالة إلى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة أصدقاء الشعب السوري المناصرين لثورته في الحرية والكرامة، بخصوص ما يحصل في محافظة دير الزور مؤخراً، والتي عانى أبناؤها، وما زالوا يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة منذ بداية الثورة السورية، تمثلت أسبابها في الحرب العنيفة التي شنها نظام الأسد وحلفائه على مناطق المحافظة الثائرة، وممارسات تنظيم الدولة، وما يتعرض له ريف دير الزور عموماً، وريف دير الزور الغربي خصوصاً من قصف همجي عنيف من قبل الطيران الحربي، ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، ونزوح عدد كبير من الأهالي في المحافظة، ناهيك عن معاناة النازحين المدنيين في مخيمات مناطق الإدارة الذاتية.
وحذر المجلس من السماح لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بالسيطرة على المحافظة، أو أية مناطق فيها خارجة عن سيطرة نظام الأسد، انطلاقاً من التطورات والتحركات العسكرية الميدانية لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية في محيط محافظة دير الزور وداخل حدودها الإدارية، مذكراً إياهم بأن محافظة دير الزور هي من أوائل المحافظات الثائرة ضد نظام الأسد، وتميزت بمظاهراتهم الحاشدة المطالبة بالتغيير السلمي الديموقراطي على امتداد مدن ومناطق المحافظة، وخاض أبناؤها حرب تحرير ضد قوات نظام الأسد منذ منتصف عام 2012، واستطاعوا خلالها تحرير أكثر من %95 من مناطق المحافظة.
ولفت المجلس إلى إن كانت ذريعة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية هي محاربة تنظيم الدولة، فإن أبناء محافظة دير الزور قاوموا وقاتلوا وما زالوا يقاتلون تنظيم الدولة في محافظة دير الزور وفي مناطق متعددة في سوريا.
وبين أن غالبية سكان محافظة دير الزور هم من العرب السنة، وبالتالي السماح لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية بالسيطرة على مناطق من المحافظة سيؤدي إلى خلق حالة عدم استقرار طويل الأمد بسبب زيادة مفاعيل الصراع السياسي وحدة التوتر المذهبي نتيجة تواجد نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، وتهيئة الظروف المساعدة على ولادة أشكال مختلفة من التطرف في المنطقة، وتمكين الميليشيات الموالية لإيران من السيطرة على ممر استراتيجي يربط طهران ببيروت.
كما حذر المجلس من أن الاعتماد على قوات وميليشيات من غير ثوار محافظة دير الزور في معركة تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة، الأمر الذي سيدخل المنطقة في صراعات سياسية وعرقية واجتماعية متعددة، وأن ثوار محافظة دير الزور يسعون لأن تكون محافظة دير الزور حرة من نظام الأسد وتنظيم الدولة وجميع الميليشيات والفصائل الطائفية والانفصالية، ضمن دولة سورية موحدة وحرة وديمقراطية.
كما أن ثوار دير الزور على أتم الاستعداد لتحرير المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة وإدارتها من خلال إدارة مدنية تعمل على حفظ الأمن والاستقرار، وضمان الحريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأبناء المحافظة.
وختم المجلس بيانه بأن تمنى من المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الاعتبار تلك المعطيات والتحذيرات، ومراعاة خصوصية محافظة دير الزور من حيث تركيبتها الاجتماعية، وخيارات أبنائها السياسية، وأوضاعهم الإنسانية الصعبة، وحقهم في الحرية والكرامة وفقاً لشرعة حقوق الإنسان وقوانين الأمم المتحدة.