
المبعوثة البريطانية إلى سوريا تعرب عن قلقها إزاء أحداث الساحل السوري وتطالب بوقف العنف فورًا
أعربت المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، عن قلقها العميق إزاء التقارير الواردة من المناطق الساحلية في سوريا، مشيرة إلى أن مصادرها على الأرض أبلغتها عن استهداف مجتمعات بأكملها، وفرار العائلات خوفًا على حياتها، وسط سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وأكدت سنو، عبر حسابها على منصة “إكس”، أن وقف العنف بشكل فوري أمر ضروري، وشددت على ضرورة حماية جميع المدنيين دون استثناء. كما طالبت بوضوح بإرساء مسار لتحقيق العدالة الانتقالية في سوريا، لضمان مستقبل آمن وعادل لجميع السوريين.
وفي ذات السياق عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في الساحل السوري، خصوصًا في اللاذقية وطرطوس، ودعت إلى حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الطبية، كما شددت على معاملة المحتجزين بإنسانية وضمان سلامة البنية التحتية والخدمات الأساسية. وأكدت دعمها للهلال الأحمر العربي السوري في تقديم خدمات الإسعاف الأولي.
من جانبها، نددت فرنسا بـ”التجاوزات الطائفية” في الساحل السوري بعد سقوط مئات القتلى، وطالبت السلطات الانتقالية بإجراء تحقيقات مستقلة لمعاقبة الجناة. كما أكدت تمسكها بانتقال سياسي سلمي وشامل، محذرة من تفكك سوريا وتصاعد العنف، وشددت على ضرورة حماية التعددية الطائفية والإثنية في البلاد.
ميدانيًا، ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش والأمن العام إلى 310 منذ الخميس، وسط استمرار المواجهات مع فلول النظام السابق. وأكد مدير الأمن العام باللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، التزامه بحفظ السلم الأهلي وملاحقة المتورطين في الاعتداءات، محذرًا من إثارة الفتنة أو تنفيذ أعمال انتقامية، مشددًا على أن سيادة القانون هي الضامن الوحيد لتحقيق العدالة.
فوضى أمنية وتصفيات نفذتها مجموعات غير منضبطة في الساحل والأمن يدخل لمواجهتها
شهدت عشرات القرى والبلدات والمدن في مناطق الساحل السوري بريفي اللاذقية وطرطوس، عمليات قتل وسلب وانتهاكات مورست بحق الأهالي، من قبل مجموعات مسلحة غير منضبطة دخلت ضمن الحملة العسكرية لملاحقة فلول نظام بشار الأسد، عقب الأحداث الدامية بحق الأجهزة الأمنية ، علاوة عن دخول مجموعات مسلحة من "النور والبدو" من أبناء المنطقة، والتي ارتكبت فظائع كبيرة.
وفق المصادر، ونتيجة الوضع الأمني الذي رافق سيطرة فلول نظام بشار الأسد على عشرات المواقع والانتشار في القرى والبلدات الساحلية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية وتعريض حياتهم للخطر، فقط شهدت تلك المناطق حملات تمشيط غير منظمة في ظل كمائن عدة واجهت تلك الفصائل والقوى الأمنية التي استجابت بشكل عاجل ودون تنسيق، بالتوازي مع استغلال الوضع من قبل مجموعات مسلحة مارست القتل والسلب وانتهاكات عديدة بحق أهالي تلك المناطق.
ترد معلومات متواترة عن ارتكاب عشرات التعديات والانتهاكات من عمليات قتل وسلب ومصادرة أملاك في مناطق جبلة وريفها، وريف طرطوس، علاوة عن حالات قتل منظمة نفذتها مجموعات مسلحة بشكل عشوائي طالت المدنيين منهم نساء وأطفال ورجال، دون التمييز بين العناصر المسلحة المنتمية لفلول النظام، لاسيما في القرى التي شهدت كمائن أو مواجهات مسلحة، كان الأهالي ضحية بين الطرفين وسقط العشرات منهم جراء الرصاص العشوائي أو عمليات تصفية لايمكن تحديد الجهات التي نفذتها.