الليرة السورية تنتعش مقابل الدولار وسط انخفاض ملحوظ بأسعار المواد التموينية
أفادت مواقع اقتصادية محلية بأن الليرة السورية شهدت خلال اليومين الماضيين تحسنًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي، حيث سجلت مستويات لم تشهدها منذ سنوات، وسط تسجيل انخفاض في أسعار المواد التموينية والسلع في الأسواق السورية بعد تحرير سوريا من نظام بشار الأسد البائد.
وفي التفاصيل سجلت الليرة السورية تحسناً كبيراً أمام الدولار الأمريكي، لتصل إلى أفضل مستوياتها منذ سنوات، بعد ارتفاع قيمتها بنسبة 20% خلال اليومين الماضيين، جاء ذلك بالتزامن مع استئناف "مصرف سورية المركزي" عمله صباح اليوم الأحد 15 ديسمبر، مما أعطى زخماً إضافياً لحركة الأسواق.
ووفقاً لموقع "الليرة اليوم"، افتتحت تعاملات الليرة صباح اليوم الأحد 15 كانون الأول/ ديسمبر في دمشق عند 11 ألف ليرة للشراء و12 ألفاً للمبيع، بينما سجلت في حلب 11,500 ليرة للشراء و12,500 ليرة للمبيع، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في الأداء النقدي.
وبحسب ما نشرته "رويترز" ارتفعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار بنحو 20% على الأقل خلال اليومين الماضيين مع تدفق السوريين من لبنان والأردن وإنهاء ضوابط صارمة على تداول العملات الأجنبية بعد الإطالة بنظام بشار الأسد الساقط.
وأشار عاملون بالصرافة في دمشق إلى أن أسعار الصرف تراوحت بين 10 آلاف و12500 ليرة مقابل الدولار أمس السبت، وهو فارق كبير بين 20% و50% مقارنة بالسعر السابق عند 15 ألف ليرة، وسط تقلبات عالية في السوق.
وعزى المتعاملون ذلك إلى عودة آلاف السوريين وحرية تداول الدولار والليرة التركية في الأسواق، وفي السابق، كان استخدام العملات الأجنبية في المعاملات اليومية يمكن أن يزج بالسوريين في السجن، وكان كثيرون يخشون حتى نطق كلمة "دولار" في الأماكن العامة.
وتدهورت قطاعات النفط والتصنيع والسياحة وغيرها من المجالات الرئيسية في البلاد بسبب حرب النظام المخلوع لسنوات طويلة، وتعمل شرائح كبيرة من السكان في القطاع العام المتهالك، حيث يبلغ متوسط الأجور الشهرية حوالي 300 ألف ليرة سورية.
وتشهد أسواق دمشق انخفاضاً متواصلاً في أسعار السلع الأساسية ذلك سقوط نظام بشار الأسد المجرم، وعلى رأسها السكر، الذي سجل اليوم تراجعاً ملحوظاً ليصل سعر الكيلو إلى 10,000 ليرة سورية عند ادنى له منذ ثلاث سنوات.
ويأتي الانخفاض المستمر في الأسعار لليوم الخامس على التوالي وسط أجواء من التفاؤل بانفراج تدريجي في حركة الأسواق وعودة النشاط التجاري، في وقت يتطلع المواطنون إلى مزيد من الاستقرار في أسعار المواد الأساسية
وحسب جولة في أسواق العاصمة، انخفض سعر السكر خلال 24 ساعة 2500 ليرة، وسجل آخر سعر له 10 آلاف ليرة متأثرا بانخفاض سعر الصرف في الأسواق كما انخفضت أسعار المواد التموينية الأخرى، وعادت إلى وضعها الطبيعي من قبل أكثر من شهر من اليوم، وانخفضت أسعار المنظفات والمحارم وجميع السلع في الأسواق من خضار وفواكه.
ولوحظ في الأسواق الفروقات بالسعر بين محل وآخر، وقيام بعض المحال التجارية برفع أسعارها، وخاصة محل الكعك على الرغم من انخفاض سعر الصرف، كما رفع أصحاب المطاعم للمسبحة والفول أسعارهم بحجة ارتفاع أسعار الغاز الصناعي.
أسعار اللحوم والفروج أيضا انخفض الكيلو من يوم الخميس إلى يوم السبت 7 آلاف ليرة وبعض التجار سارع إلى الإعلان عن التسعيرة حتى يقوم ببيع جميع البضاعة الذي اشتراها سابقا قبل انخفاض أسعارها والكثير من التجار توقف عن طلب العملات الصعبة وهناك بعض المحال التجار أعلن بشكل رسمي أنه يشتغل بتصريف العملة على واجهة محله.
وكان النظام المخلوع يجرّم أي نشاط يُعرض فيه الدولار علناً، وكان يفرض قيوداً صارمة على أية عملية يدخل الدولار في تنفيذها وكان يشن حملات مداهمة وملاحقات دورية ضد الناشطين السرّيين في أسواق العملة والحوالات في الوقت ذاته، كان يقبض بالدولار حصراً، لقاء المعاملات التي كان يجريها المغتربون السوريون في السفارات الخاضعة لسيطرته.
وكان يسلّم الحوالات عبر المنافذ المرخّصة بالليرة، بسعر أقل من سعر السوق، فيما يحتكر الدولار، فيما بدء سكان العاصمة دمشق لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد، التعامل بالدولار، علناً، دون خوف من مساءلة أو ملاحقة قانونية.
وتداول ناشطون صوراً لبسطة في منطقة الشعلان وسط دمشق لتصريف العملات وذلك في اليوم التالي من سقوط النظام المجرم، ما يشير إلى حجم تعطش السكان في العاصمة لخدمات تصريف العملات والحوالات بالقطع الأجنبي التي كانوا يتداولونها في الخفاء.
وأما الزيت النباتي فقد انخفض سعره إلى نحو 20 ألف ليرة لليتر من 25 ألفاً، قبل يومين كما انخفض سعر كيلو الطحين إلى 8 آلاف ليرة، والسردين الصيني أصبح بـ 7500 ليرة والسردين المغربي بـ 10 آلاف ليرة، وطون قطع بـ 14 ألف ليرة، وكيلو القهوة غير معبأ بـ 125 ألف ليرة، وأندومي كل 4 قطع بـ 14 ألف ليرة، وبيض المائدة وزن 2 كغ بـ 45 ألف ليرة.
وبالنسبة للمحروقات نوهت العديد من الصفحات الاقتصادية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن سعر ليتر البنزين يبلغ 1.2 دولاراً، ما يعني أن سعر اللتر بالليرة وفقاً لسعر الصرف الجديد يجب أن يكون 14.750 ليرة، وسعر ليتر المازوت تم تحديده بدولار واحد، ما يعادل 12500 ليرة، مطالبة محطات الوقود بضرورة الالتزام بهذه الأسعار.
وسجل سعر كيلو طحين أصبح بـ 8 آلاف ليرة، وسردين صيني بـ 7500 ليرة، وسردين مغربي بـ 10 آلاف ليرة، وطون قطع بـ 14 ألف ليرة، وعرض على البن (الفرط غير معبأ) الكيلو بـ 125 ألف ليرة، وأندومي كل ٤ قطع بـ 14 ألف ليرة، وبيض المائدة وزن 2 كغ بـ 50 ألف ليرة.
وقال مصرف سوريا المركزي في خبر صحفي، إن شركات صرافة مُرخصة، مازالت مستمرة بعملها في إرسال واستقبال الحوالات المالية من وإلى الخارج من خلال المراسلين المتعاقدين والمتعاملين معها أصولاً تحت إشراف مؤسسة النقد.
وأفادت العديد من المواقع والصفحات على وسائل التواصل الإجتماعي، أنه لأول مرة منذ عدة سنوات تحظى محافظة طرطوس بهذه الكمية من الكهرباء، التي وصلت إلى 6 ساعات متقطعة في اليوم، بينما كانت في السابق لا تراها المحافظة سوى ساعتين طوال اليوم.
وعلى صعيد آخر، شهدت المحافظة ارتفاعاً كبيراً بأسعار السلع الغذائية وبالذات الخبز، حيث وصل سعر الربطة من 10 أرغفة إلى 4 آلاف ليرة، بينما سجل سعر البنزين 22 ألف ليرة للتر الواحد وتم توزيع المادة في كازية 8 آذار بكمية 20 ليتر لكل مركبة.
وبالنسبة للنقل عانت المحافظة أمس من ندرة في وسائل النقل العامة، بسبب عدم توزيع المازوت على السرافيس، التي كانت على موعد للحصول على المادة من كازية "كورال"، إلا أنه تم تأجيل التوزيع إلى اليوم الأربعاء.
وقال رجل الأعمال الدكتور محمد الجبالي، إنه في ظل الظروف الحالية، فإن الاستثمار هو العمود الفقري لأي عملية نهضة اقتصادية ويتطلب ذلك بيئة مواتية تُحفز المستثمرين على ضخ أموالهم في مشاريع استراتيجية تشمل قطاعات حيوية كالصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا، والطاقة.
وكان كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، عبد الله الدردري، أن سوريا فقدت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً، حيث تراجع الناتج المحلي من 62 مليار دولار في 2010 إلى 8 مليارات دولار حالياً.