
القامشلي تحتضن كونفرانس “وحدة الموقف الكردي”.. برزاني وعبدي يؤكدان دعم سوريا الجديدة
بدأت صباح اليوم السبت فعاليات “كونفرانس وحدة الموقف الكردي في سوريا” بمدينة القامشلي شمال شرق البلاد، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من ممثلي الأحزاب الكردية السورية، وأحزاب كردستان العراق وتركيا، بالإضافة إلى شخصيات سياسية ودينية بارزة.
وشهدت صالة “قامشلو” في حديقة آزادي توافد الوفود منذ الصباح الباكر، من بينهم ممثلون عن “الاتحاد الوطني الكردستاني” و”حزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، وسط ترحيب رسمي وشعبي ملحوظ.
وأكدت اللجنة التحضيرية أن المؤتمر يتضمن كلمات سياسية مهمة، من ضمنها كلمة مرتقبة لممثل عن وزارة الخارجية الأميركية.
في رسالة بعث بها الزعيم الكردي مسعود برزاني، قرأها ممثله حميد دربندي، شدد برزاني على أهمية تعزيز العلاقات مع بقية مكونات الشعب السوري، معتبراً أن تشكيل وفد كردي مشترك يُعد خطوة ضرورية لضمان حقوق الكرد في سوريا الجديدة.
وأشار برزاني إلى أن “الوحدة الكردية مدخلٌ لحل عادل للقضية الكردية”، معرباً عن دعمه لسوريا الجديدة التي تضمن حقوق جميع المكونات، ومؤكداً أن الكرد في سوريا واجهوا “الإنكار والظلم لعقود طويلة”.
وفي السياق ذاته، عبر برزاني عن تقديره لجهود قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قائلاً إن “الوصول إلى هذا الكونفرانس جاء نتيجة جهود حثيثة ومضنية بذلها عبدي ومجموعة من القيادات الكردية”.
بدوره، شدد مظلوم عبدي في كلمته خلال الكونفرانس على أن مطلب الكرد الأساسي في سوريا الجديدة هو ضمان حقوقهم الدستورية بشكل رسمي.
وأوضح عبدي أن الكرد “ناضلوا من أجل وحدة الأراضي السورية”، مضيفاً أن حماية المكتسبات القائمة في شمال شرق سوريا وتعزيز حقوق جميع المكونات تشكل واجباً وطنياً لا تراجع عنه.
وأشار عبدي إلى أن سوريا الجديدة بحاجة إلى “دستور لا مركزي” يضمن التمثيل العادل لكل مكونات الشعب السوري، مؤكداً أن “وحدة الكرد لا تعني تقسيم سوريا بل تعزز من وحدتها”.
ونوّه عبدي إلى أن الجهود التي بذلت لتحقيق الوحدة الكردية كانت طويلة وصعبة، معرباً عن شكره العميق للدعم الذي قدمه الزعيم الكردي مسعود برزاني في هذا المسار.
في الأثناء، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بانعقاد الكونفرانس، حيث قال مسؤول في الوزارة لوسائل إعلام محلية إن “الولايات المتحدة ترحب باستئناف الحوار الكردي - الكردي”، معبراً عن تطلع بلاده إلى استمرار التقدم في هذا المسار.
تأتي هذه التحركات السياسية الهامة بالتزامن مع تطورات مفصلية تشهدها الساحة السورية، كان أبرزها رفع العلم السوري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ومشاركة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لأول مرة في جلسة لمجلس الأمن الدولي، حيث أكد المبعوث الأممي غير بيدرسون أن “الوضع لا يزال هشاً للغاية رغم التطورات”، مشدداً على أن نجاح الانتقال السياسي يتطلب شمولاً أكبر ودعماً اقتصادياً حقيقياً.