
"الخوذ البيضاء" تُعلن استقالة مديرها عقب توليه حقيبة وزارة الطوارئ والكوارث والبيئة
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري في بيان رسمي، أن رئيسها "رائد الصالح" قدّم استقالته من منصبه ومن جميع المناصب التي يشغلها في مجالس إدارة المنظمة، بعد سنوات من قيادة منظمة "الخوذ البيضاء"، وذلك عقب قبوله تولي منصب وزير في وزارة "الطوارئ والكوارث والبيئة" المستحدثة في إطار حكومة وطنية جديدة متعددة الأطياف، تهدف لخدمة جميع السوريين وتحقيق تطلعاتهم.
وأوضح البيان أن نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الشؤون الإنسانية، منير مصطفى، سيتولى مهام قيادة المنظمة بشكل مؤقت وفقًا للنظام الداخلي، حتى انتخاب رئيس جديد خلال المؤتمر السنوي المقبل. وأشاد البيان بتاريخ "مصطفى" في العمل الإنساني، مؤكدًا أنه كان من أوائل رجال الإطفاء الذين انشقوا عن نظام الأسد، وأسّس أول مركز للدفاع المدني في حلب.
وأثنت المؤسسة في بيانها على جهود وإنجازات المنظمة تحت قيادة رائد الصالح، مشيرة إلى أنها استطاعت، بفضل تضحيات الشهداء والمتطوعين والمتطوعات، إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح، ودعم صمود المجتمعات المتضررة، وإيصال صوت السوريين إلى العالم، وتأسيس نموذج فريد من العمل الإنساني المؤسساتي الذي يُشرف كل السوريين.
وبيّن البيان أن رائد الصالح مثل كل سوري ومتطوع في المنظمة، حيث قاد المؤسسة في أصعب الظروف التي مرّت بها سوريا، وظل مدافعًا قويًا عن العدالة وحقوق الشعب السوري، ممثلاً صوتهم في المحافل الدولية.
وأكد البيان أن انتقال الصالح لمنصبه الوزاري الجديد يُعتبر إنجازًا للمجتمع المدني السوري، ويعزز آمال السوريين في حكومة تقنية قادرة على مواجهة تحديات المرحلة الحالية، كما يعكس قوة وحيادية واحترافية منظمة الخوذ البيضاء.
وكشفت المنظمة عن عزمها نقل جزء من مهام الدفاع المدني إلى الوزارة الجديدة بشكل تدريجي، مع تشكيل لجنة خاصة لوضع آلية واضحة وشفافة لتنفيذ هذا الانتقال خلال فترة انتقالية مدروسة، انطلاقاً من التزامها التاريخي بإعادة بناء سوريا كدولة مستقرة ومزدهرة بعد توقف الحرب.
واختتم البيان بالتأكيد على استمرار "الخوذ البيضاء" في عملها الإنساني باستقلالية وحيادية، ملتزمة بمساندة السوريين ودعم مجتمعاتهم والتعافي، مع الدفاع المستمر عن مبادئ العدالة وحقوق السوريين.
من هو "رائد الصالح"
"رائد الصالح" مدير منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في سوريا، ينحدر من مدينة جسر الشغور بريف إدلب السورية، مواليد عام 1984،، شارك في تأسيس "منظمة الخوذ البيضاء" في يونيو/حزيران 2013، حيث بدأ التدريب الأول في مدينة اسطنبول التركية، وتم على أساسه نشر فرق للدفاع المدني في الشمال السوري، ثم شارك في إطلاق المؤتمر التأسيسي للمنظمة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
نال العديد من الجوائز على المستويين المحلي والدولي، بما في ذلك اختياره من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة لعام 2017 من قبل "مجلة تايم"، وحصدت المنظمة تحت قيادته أكثر من 30 جائزة دولية، وترشحت لنيل "جائزة نوبل للسلام" لثلاثة أعوام متتالية 2016، 2017، 2018، كما تم إنتاج فيلم وثائقي قصير عن المنظمة حمل عنوان "The White Helmets"، والذي نال "جائزة الأوسكار" لأفضل فيلم وثائقي قصير عام 2017.
يحمل الصالح بكالوريوس في إدارة الأعمال من "جامعة ماردين آرتوكلو" في تركيا، وشهادة في إدارة الأعمال من "الأكاديمية العربية في الدانمارك"، وفي عام 2015، شارك الصالح في جلسة لمجلس الأمن، وتحدث عن عمل الدفاع المدني، قائلا "لست سياسيا ولا دبلوماسيا، وإنما أنا مجرد عامل بحث وإنقاذ، لذا أعذروني لصراحتي فيما أقوله فمأساة شعبي لا تحتمل مواربة في طرحها".
وفي كلمته، أوضح وزير الطوارئ أن الوزارة ستعزز استجابة الدولة للكوارث والتحديات، مشيرًا إلى أن الهدف هو حماية المواطنين وتأمين الإغاثة الفورية عند الحاجة، مع التركيز على حماية البيئة التي تضررت خلال سنوات الحرب.
وتعطي الحكومة السورية الجديدة، بارقة أمل لملايين السوريين، للنهوض بالبلاد وتحقيق الإذدهار على كافة الأصعدة، والعمل على إعادة الحياة وإعمار مادمرته الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على السوريين على مدار 14 عاماً، لتكون هذه الحكومة متعددة الأطياف والكفاءات بداية مرحلة جديدة في بناء سوريا الحرة الموحدة.