
الخوذ البيضاء تطلق مشروع إعادة تأهيل جسر الرستن بدعم أممي
أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن إطلاق مشروع لإعادة تأهيل وصيانة جسر الرستن الحيوي في محافظة حمص، وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وذلك بعد أشهر من خروجه عن الخدمة إثر استهدافه بغارات جوية روسية في 5 كانون الأول 2024.
وجرى توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع يوم الثلاثاء 15 نيسان في العاصمة دمشق، بحضور كل من المدير العام للخوذ البيضاء منير مصطفى، والأمين العام المساعد للأمم المتحدة عبدالله الدردري، والذي يشغل أيضاً منصب المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
موقع استراتيجي وأهمية وطنية
يُعد جسر الرستن أحد أهم الجسور الاستراتيجية في سوريا، إذ يربط بين شمال البلاد وجنوبها عبر الطريق الدولي M5، الممتد من دمشق إلى حلب، ويخدم مناطق ذات كثافة سكانية واقتصادية عالية مثل حمص وحماة. كما يسهم في تسهيل حركة الشاحنات والمسافرين، ويُعتبر عصباً لقطاعات النقل والخدمات والتجارة والتعليم.
الأضرار التي لحقت بالجسر
أسفرت الغارات الجوية عن أضرار بالغة في البنية الإنشائية للجسر، خاصة في القسم العلوي، حيث تعرضت العديد من الجوائز الخرسانية والبلاطات الرابطة لتشققات وانهيارات جزئية، شملت انكشاف حديد التسليح وتضرر الكابلات مسبقة الإجهاد. أما في القسم السفلي، فقد أظهرت الدراسات وجود تقشرات وثقوب وتصدعات في بعض الركائز، مع تضرر ملحقات الجسر مثل الدرابزين وشبكات الصرف وأعمدة الإنارة.
تفاصيل فنية للجسر
يتكون جسر الرستن من 14 فتحة بطول إجمالي يصل إلى 600 متر، وعرض يبلغ 24 متراً، ويتألف من مسربين وجزيرة وسطية وأرصفة جانبية. القسم العلوي مشيد بجوائز خرسانية مسبقة الصنع بشكل حرف T، أما الركائز فهي جدارية من البيتون المسلح، وتُستخدم أجهزة استناد معدنية لتثبيت الهيكل.
خطة العمل وجدول التنفيذ
يبدأ المشروع بتأهيل الطرق البديلة لضمان حركة المرور، ثم إزالة العناصر التالفة من الجوائز والبلاطات، قبل تنفيذ تدعيمات إنشائية تشمل تصنيع وتركيب جوائز جديدة وتدعيم الركائز وصيانة الفواصل. وسيجري أيضاً استبدال درابزينات الحماية، وإنشاء طبقة إسفلتية بسمك 7 سم، إلى جانب تنفيذ أعمال تخطيط مروري وتركيب إشارات وأعمدة إنارة.
ووفق الجدول الزمني المعتمد، من المقرر أن تكتمل أعمال إعادة التأهيل والصيانة مع نهاية العام الجاري 2025.
أهمية المشروع
يمثل مشروع إعادة تأهيل جسر الرستن خطوة بالغة الأهمية في سياق دعم البنية التحتية الحيوية في سوريا، لا سيما في المناطق المتضررة من القصف والنزاع. ويُتوقع أن يسهم المشروع في استعادة الحركة الاقتصادية والخدمية في المنطقة، وتسهيل تنقل السكان والطلاب والموظفين بين المحافظات.