
الخارجية السورية تُدين تفجير كنيسة مار إلياس وتحمّل داعش المسؤولية الكاملة
أدانت وزارة الخارجية السورية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، مؤكدة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن العملية نُفذت بواسطة انتحاري تابع لتنظيم داعش الإرهابي، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى بين المدنيين الأبرياء.
وجاء في بيان رسمي صادر عن الخارجية أن “العمل الإجرامي الذي استهدف أبناء الطائفة المسيحية هو محاولة بائسة لضرب التعايش الوطني وزعزعة الاستقرار، وردّ من فلول الإرهاب على الإنجازات الأمنية المتواصلة التي تحققها الدولة”.
وأشار البيان إلى أن هذا الاعتداء لا يُمثّل استهدافاً لطائفة بعينها، بل هو “اعتداء على كامل الهوية السورية الجامعة”، محملاً تنظيم داعش والجهات الداعمة له المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
ودعت سوريا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة الهجوم ودعم جهود الدولة السورية في محاربة الإرهاب، مؤكدة أن هذه الجريمة “لن تزيد السوريين إلا وحدة وتصميماً على بناء سوريا آمنة وموحدة”.
وشهد حي الدويلعة مساء اليوم الأحد تفجيراً انتحارياً داخل كنيسة مار إلياس أثناء قداس الأحد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 15 مدنياً في حصيلة أولية أعلنها الدفاع المدني السوري، إلى جانب عشرات الجرحى، وفق ما أكدته مصادر طبية وأمنية.
ووفق بيان وزارة الداخلية، فقد اقتحم الانتحاري الكنيسة وأطلق النار على المصلين قبل أن يفجّر نفسه بحزام ناسف، بينما سارعت فرق الأمن والطوارئ إلى تطويق المكان والبدء بجمع الأدلة ومتابعة التحقيقات.
وقال شهود عيان إن المهاجم دخل الكنيسة أثناء الصلاة، وبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي، قبل أن يهز المكان انفجار عنيف. وتحدثت بعض الروايات عن احتمال وجود مهاجم ثانٍ، إلا أن الجهات الأمنية لم تؤكد تلك المعلومات حتى الآن.
ووصف وزير الإعلام حمزة المصطفى الهجوم بـ”الجبان والمتناقض مع قيم المواطنة”، مؤكداً أن الدولة ماضية في حربها على الإرهاب. كما تفقد قائد الأمن الداخلي العميد أسامة عاتكة موقع التفجير واطلع على التحقيقات الأولية، فيما نعى وزير الداخلية أنس خطاب الضحايا في تغريدة أكد فيها أن “هذه الأعمال الإرهابية لن تثني السوريين عن التمسك بخيار وحدة الصف”.
وأكدت شخصيات حكومية أخرى، من بينها وزير الثقافة ومحافظ دمشق، أن هذه الجريمة تمثل اعتداءً صارخاً على وحدة المجتمع السوري واستهدافاً مباشراً للأمن الأهلي، لكنها لن تنجح في زعزعة الاستقرار.
يُذكر أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نشطة في بعض المناطق السورية، خاصة في البادية وأطراف المدن الكبرى، وقد نفذ خلال الأشهر الماضية عدة محاولات لإعادة بث الرعب واستهداف المدنيين، لكن الأجهزة الأمنية السورية أحبطت العديد من تلك الهجمات، ضمن جهود مستمرة لحفظ الأمن وملاحقة فلول الإرهاب.