
"التايمز": اتفاق إدلب يثبت ضرورة اللجوء إلى القوة قبل التفاوض
اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير لها أن اتفاق الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، حول إدلب، يثبت ضرورة اللجوء إلى القوة قبل التفاوض، رغم تأكيد الطرفين أن لا حل عسكري للأزمة.
ولفت التقرير إلى أنه لطالما أكدت الجهود الدبلوماسية أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، ولكن الاتفاق الذي عقد في موسكو "يعيد تذكيرنا بأن القوة إنما تنبع من فوهة المسدس".
وأضاف أن "النظام السوري المدعوم من إيران والمليشيات الشيعية والقوات الجوية الروسية تمكن خلال السنوات السبع الماضية من دحر قوات المعارضة.. لكن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو. وحين قررت أنقرة أن توجه هذا الجيش ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كان التأثير واضحا للعيان".
وقال: "سقطت طائرات النظام السوري، ودمرت أنظمة الدفاعات الجوية الروسية من قبل الطائرات من دون طيار التركية، والتي صورت العملية في مقاطع فيديو تم تناقلها لعدد لا يحصى من المرات على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكد التقرير أن بوتين "ليست لديه رغبة في قتال تركيا، ولهذا كان عليه أن يستجيب لبعض مطالب رجب طيب أردوغان، إن لم يكن كلها. وما يريده الرئيس التركي، هو منطقة آمنة ونهاية لضغط تدفق اللاجئين على حدوده الجنوبية. وباختصار، فإن أردوغان حصل على اتفاق ضمنه له الجيش التركي".
وتطرقت "التايمز" إلى غياب النظام السوري عن مشهد المفاوضات، وهذا "هو الثمن الذي تدفعه حين يكون جيشك غير قادر على القيام بما يتوقع منه، حينها يتم حذفك واستبعادك من السجلات".
واعتبر التقرير أن الاتفاق مناسب لكل من أردوغان وبوتين، لكن الأخير "هو في النهاية الرابح، وقد كان على أردوغان أن يتخلى عن الأمل بدفع حدود المنطقة الآمنة إلى ما كانت عليه في عام 2018، ولكنها كانت نتيجة ناجحة بالنسبة للطرفين".
ويقول التقرير: أما بالنسبة للسوريين، فلم "يتضح ما إن كان أي من طرفي النزاع (الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا) قد تمت استشارته بشأن الاتفاق"، وللفت التقرير إلى أن الاتفاق "كُتب بثلاث لغات: الروسية والتركية والإنجليزية، من دون أي إشارة أو وجود للغة العربية. اللغة التي يتحدث بها الطرفان اللذان يفترض أنهما جهتا النزاع".