
"البرلمان الأوروبي" يقرّ بمعاناة فلسطينيي سوريا ويدعو لدعم إعادة الإعمار والعدالة
اعترف البرلمان الأوروبي، في بيان رسمي، بالمآسي والانتهاكات التي تعرّض لها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل حكم النظام السوري السابق، مشيراً إلى أن أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في البلاد، بعضهم واجه نزوحاً قسرياً متكرراً.
تسليط الضوء على حصار اليرموك
استذكر البيان، الصادر ضمن مناقشة ملفات الانتقال العادل وإعادة الإعمار في سوريا، الحصار الخانق الذي فرضته قوات النظام والمجموعات الموالية له على مخيم اليرموك بين عامي 2013 و2015، والذي تسبب بوفاة أكثر من 200 مدني بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية، في واحدة من أبرز الجرائم الموثقة بحق المدنيين الفلسطينيين في سوريا.
الأونروا شريان الحياة
شدّد البرلمان الأوروبي على الدور الحيوي لوكالة "الأونروا" في تقديم الدعم والإغاثة للفلسطينيين، مؤكداً أن الأزمة السورية لا تزال من أكثر الكوارث الإنسانية حدة على مستوى العالم. وأوضح أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما يحتاج نحو 17 مليون شخص – أي 70% من السكان – إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب الانهيار الواسع في الأمن الغذائي والخدمات العامة الأساسية.
دعم مالي واستراتيجيات إعادة الإعمار
رحّب البرلمان بتخصيص المفوضية الأوروبية مبلغ 235 مليون يورو كمساعدات إنسانية جديدة للسوريين، داعياً الدول الأعضاء إلى الحفاظ على هذا الزخم وزيادة دعمها، لا سيما للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين. كما اقترح استغلال الأصول المجمدة للنظام السوري السابق في تأسيس صندوق ائتماني خاص بإعادة إعمار سوريا وتعويض الضحايا.
من الإغاثة إلى التعافي المبكر
حثّ البيان الاتحاد الأوروبي على توسيع استراتيجيته في سوريا، من مجرد الدعم الإنساني إلى مرحلة التعافي الاقتصادي المبكر وإعادة الإعمار في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والمياه والصحة والتعليم، مشدداً على ضرورة أن تكون جميع المشاريع مرفقة بآليات رقابة مستقلة وشفافة.
الإشادة بالمبادرة الفرنسية ودعوة لتكرارها
أثنى البرلمان على القرار الفرنسي الذي يسمح للاجئين السوريين بالعودة المؤقتة إلى سوريا للمشاركة في جهود إعادة الإعمار دون فقدان وضعهم القانوني في أوروبا، من خلال زيارات "الذهاب والمشاهدة". كما دعا بقية دول الاتحاد الأوروبي والدول الثالثة إلى تبني هذه الخطوة وتكرارها بصورة عاجلة.