"الإدارة الذاتية" تُطالب "قوات التحالف وروسيا" للتحرك ووقف الهجمات التركية على مناطقها
طالبت "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، كلاً من "قوات التحالف الدولي وروسيا" للتحرك ووقف الهجمات التركية على مناطق نفوذ الميليشيا شمال وشرقي سوريا، رغم الانتقاد الذ وجهه قائد الميليشيا "مظلوم عبدي" للبلدين في موقفهما إزاء تصاعد الضربات التركية بعد هجوم أنقرة الذي نفى مسؤوليتهم عنه.
وتحدثت الإدارة في بيانها عن أن القوات التركية تشن منذ أربعة أيام هجمات جوية ضد مناطقها، مستهدفةً البنى التحتية والمناطق السكنية في الجزيرة وكوباني ومنبج وتل تمر وعين عيسى، في حين تواصل هجماتها البرية واستهداف مناطق الشهباء والشيخ مقصود، وفق تعبيرها.
واعتبرت أن هذا القصف يأتي دون أي مبرر، ويسعى إلى تعميق الأزمات الاقتصادية عبر استهداف المنشآت والمرافق الخدمية والحيوية، في محاولة لتمرير مخططاته ضد الشعب الذي يعاني من حصار دام سنوات طويلة، وفق تعبيرها.
وقالت إنه يشكل “خطراً كبيراً” على الأوضاع الإنسانية والخدمية والاجتماعية، ويتيح الفرصة للخلايا الإرهابية والمرتزقة لتعزيز وجودهم وتنظيم أنفسهم لشن المزيد من الهجمات على مناطقها، ما يقوض مساعي الاستقرار ويهدد جهود مكافحة الإرهاب التي يقوم بها شعبنا وقواته الأمنية بالتعاون مع التحالف الدولي.
وحذرت "الإدارة الذاتية" خلق وضع كارثي إنساني واقتصادي، وتهديد مساعي وجهود مكافحة الإرهاب، وإلحاق ضرر جسيم بالقطاعات الزراعية والصناعية والخدمية، بما فيها المخابز، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
كما حذرت من تهديد حياة خمسة ملايين نسمة من السكان الأصليين والنازحين في مناطق الإدارة الذاتية، وتهديد جهود دعم الاستقرار وتطوير الحل الديمقراطي في سوريا، وتهديد سلامة السجون، ما يعزز استفادة الإرهابيين ويهدد إجراءات حماية هذه المنشآت، وفق تعبيرها.
وأكدت الإدارة أنها ماضية في الدفاع عن مكاسب الشعب وحقه في الدفاع المشروع، رافضين المساس بقيمه وإنجازاته، ودعت كافة مكوناته إلى الالتفاف حول قواته العسكرية والأمنية، وتكريس وحدته وتكاتف صفوفه لإفشال كل المخططات التي تستهدف إرادته ومشروعه الديمقراطي.
وكان نفى "مظلوم عبدي" قائد ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، علاقة قواته بالهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" في أنقرة، وانتقد موقف واشنطن وموسكو حيال الضربات التركية التي تستهدف مناطق سيطرة الميليشيا بسوريا.
ووصف "عبدي" المواقف الأمريكية الروسية، بأنها ليست بالمستوى المطلوب، داعياً إياها إلى الضغط على تركيا لحملها على وقف هجماتها على مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال عبدي، إن تركيا لا تستطيع إثبات تسلل أشخاص من سوريا إليها، وذلك رداً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن الهجوم على شركة "توساش"، جرى عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى تركيا.
وأوضح "مظلوم" أن قوات "قسد" ملتزمة بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية على أراضي تركيا، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية لم تعادِ تركيا، وحافظت على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، ودعوتها المتكررة لحل الخلافات بالحوار مع تركيا.
وكانت قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في تصريح صحفي لنائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ، تعليقا على العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا والعراق، إن لتركيا الحق في محاسبة منفذي الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في العاصمة أنقرة.
وقالت سينغ: "كما شاهدتم في تركيا، يبدو وكأنه هجوم إرهابي، ومن حقهم محاسبة المسؤولين عنه"، وقدمت سينغ، التعازي باسم الوزارة إلى أسر ضحايا الهجوم، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
وكان دعا مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد يلديز، مجلس الأمن الدولي إلى تصنيف حزب "العمال الكردستاني"، وذراعيه "وحدات حماية الشعب" وقوات سوريا الديمقراطية، ضمن قوائم "التنظيمات الإرهابية" التي تنشط في سوريا.
وقال يلديز، خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا، إن إحدى "أخطر" عواقب الحرب في سوريا، تمثلت في "استغلال المنظمات الإرهابية للفوضى، من أجل مواصلة أجندتها الانفصالية"، وحذر من أن "العمال الكردستاني" والوحدات الكردية يهددان وحدة الأراضي السورية.
وجاءت تصريحات المندوب التركي عقب الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في أنقرة، وأسفر عن خمسة قتلى و22 جريحاً، وقالت أنقرة إن منفذيه عنصرين في "العمال الكردستاني"، الذي تبنى الهجوم رسمياً في وقت لاحق.
ونفذت وزارة الدفاع وجهاز المخابرات التركيين عمليات عسكرية ضد أهداف تابعة لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا والعراق، وشملت الأهداف العديد من النقاط الإستراتيجية للتنظيم مثل البنية التحتية للطاقة ومستودعات لوجستية وذخيرة.
ودمرت الاستخبارات التركية، دمرت مبان ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة عبر عمليات استهدفت 157 موقعا شمالي سوريا والعراق، وذكرت مصادر أمنية للأناضول، أن الاستخبارات التركية واصلت عملياتها ضد التنظيم الإرهابي شمالي سوريا والعراق على خلفية الهجوم، الذي استهدف منشآت "توساش".
وأوضحت المصادر، أن وحدات الاستخبارات التركية نفذت في هذا الإطار عمليات على 157 موقعا تابعا لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" شمالي سوريا والعراق، خلال الفترة ما بين الأربعاء والسبت، وقالت إن هذه العمليات أسفرت عن تدمير مبان ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة للتنظيم.
وكان استهدف هجوم إرهابي مجمع شركة "توساش" في العاصمة أنقرة ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين، وتمكنت السلطات التركية من تحييد الإرهابيين اللذين نفذا الهجوم على "توساش"، وكشف وزير الداخلية علي يرلي قايا، أنهما ينتميان إلى "بي كي كي".