
الأشغال العامة تعلن نقل رافعة "سيسيت" الإيطالية إلى جسر الرستن للبدء بترميمه
أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان أن الشركة العامة للطرق والجسور والمشاريع المائية وصلت إلى المراحل الأخيرة من عملية نقل الرافعة الانسحابية من طراز "سيسيت" الإيطالية إلى جسر الرستن، استعداداً للبدء في عملية ترميم الجسر.
وتعد الرافعة الانسحابية "سيسيت" الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وقد تم استخدامها في ترميم جسر الرستن بهدف تعزيز قدرة الشركة العامة للطرق والجسور على مواجهة التحديات الهندسية وتطبيق أحدث التقنيات في تطوير وصيانة المنشآت الحيوية في سوريا والمنطقة.
مواصفات الرافعة “سيسيت
تم اقتناء الرافعة لصالح الشركة عام 1983، ويبلغ طولها 110 أمتار، مع قدرة تحميل تصل إلى 150 طناً. تعد هذه الرافعة الأداة المثالية لتركيب الجوائز البيتونية على الجسور الكبيرة، حيث تعمل بكفاءة عالية باستخدام نظام متكامل يعتمد على المحركات الكهربائية، وتُدار حركتها على طول الجسر بواسطة كابلات معدنية تُسحب عبر ملفاف معدني مشغل بنفس النوعية من المحركات. كما يتم توزيع الأحمال بشكل متوازن وآمن أثناء الرفع باستخدام عربتين مثبتتين فوق الرافعة.
لقد لعبت الرافعة دوراً محورياً في إنجاز مشاريع هندسية هامة، حيث ساهمت في تركيب جسور بارزة مثل جسر الهامة وجسر معربا، بالإضافة إلى تنفيذ سبعة جسور في محافظة اللاذقية وتركيب جسر الخيزران وجسر الواسطه في لبنان. كما كانت الركيزة الأساسية في إعادة تأهيل الجسور المتضررة في لبنان بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006.
بتكلفة 2 مليون دولار.. بدء أعمال ترميم جسر الرستن الشريان الحيوي بين شمال وجنوب سوريا
أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية، يوم السبت 22 آذار/ مارس عن بدء أعمال ترميم جسر الرستن الذي أكدت أنه ليس مجرد جسر إسمنتي بل شريان حيوي يربط بين شمال وجنوب سوريا
وقدر المهندس "حسن رحمون" مشرف تنفيذ جسر الرستن أن التكلفة التي قدرتها الوزارة تصل إلى 2 مليون دولار أمريكي، وتشير تقديرات رسمية بأن عملية صيانة الجسر تتطلب حوالي 6 أشهر.
وتعرض الجسر لأضرار مادية كبيرة نتيجة القصف الجوي الروسي بعدة غارات جوية مباشرة في محاولة فاشلة لإيقاف تقدم قوات ردع العدوان عن دخول مدينة حمص وتحريرها.
وحسب بيان لجنة من وزارة الأشغال العامة والإسكان المشكلة بهدف تقييم سد الرستن وكشفت عن تعرضه لقصف صاروخي أحدث أضراراً في جسم السد، وأوصت اللجنة بإصلاح الأضرار وصيانة السد لضمان سلامته.
وأنهت اللجنة الفنية المشكّلة من قِبل وزارة الأشغال العامة والإسكان عملها بالكشف على سد الرستن وتقييم حالته الإنشائية، وكشفت اللجنة عن تعرّض جسم السد لقصف صاروخي أدى إلى ظهور حفرة بعمق 1- 1.5 متر.
بالإضافة إلى هبوطات سطحية وتشققات في القميص الزفتي، وأفادت اللجنة أنّ المنشآت البيتونية بحالة طبيعية مع تقشّر بسبب الرطوبة، كما سجّلت حركة سير كثيفة للسيارات.
ورأت اللجنة أنّ حركة المرور لاتشكّل خطراً على بنية السد لكن الضرر طال الطريق، وأوضحت أنّ تحديد قدرة تحمّل الجسر يتطلب الرجوع إلى المذكّرة الحسابية، وهو غير ممكن حالياً.
واقترحت اللجنة إصلاح الحفرة الناتجة عن القصف وتنفيذ قميص زفتي لجسم السد و صيانة منشآت التصريف المطري ومراقبة حركة الجدار الكاسر للأمواج وتنظيم مرور السيارات على الجسر.
وكان أعلن مصدر في قسم شرطة حمص عن إغلاق طريق "حمص - حماة" مع تحويل المسارات إلى طريق سلمية، ريثما يتم تأهيل جسر الرستن شمال حمص الذي تعرض لغارات جوية نفذتها طائرات حربية تتبع لنظام الأسد البائد.
ونقلت "الوكالة العربية السورية للأنباء" (سانا) عن المصدر أنه سيتم تحويل المسارات إلى طريق سلمية مؤقتاً حتى إعادة تأهيل الجسر، بسبب خطورة العبور عليه حيث يُعتبر الجسر مهدداً بالانهيار في الاتجاهين.
وفي تعميم رسمي ينص على إغلاق طريق "حمص_حماة" عند جسر الرستن، وذلك نتيجة الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية وخطورة استخدامه على السلامة العامة، ونتيجة لذلك سيتم تحويل حركة السير مؤقتاً إلى طريق السلمية، لحين استكمال أعمال إعادة تأهيل الجسر.
وجاء إغلاق الجسر بعد عدة شكاوى من تكرار الحوادث المرورية، وأفاد مراسل شبكة شام الإخبارية بحمص، بأن أكثر من 5 غارات طالت جسم الجسر في مطلع كانون الأول الجاري أحدثت عدة فتحات في الجسر الأسمنتي ما أدى إلى خروجه من الخدمة بشكل جزئي.
هذا وتشير تقديرات صادرة عام 2017 بأن قيمة الأضرار المادية التي لحقت بوزارة النقل والجهات التابعة لها بسوريا بلغت 4567 مليون دولار، وسط تعمد نظام الأسد البائد قصف الطرق وهذا الإجراء التدميري المكثف للطرق والمعابر والجسور أدى إلى قطع العديد من الطرقات في سوريا، ما يثقل كاهل الإدارة السورية الجدیدة في المرحلة المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطرقات العامة والجسور وغيرها من المرافق بحاجة إلى تأهيل في محافظات عديدة بسوريا، وتعمل جهات سورية منها الخوذ البيضاء على تأهيل بعض الطرقات التي تمثل شريان للتنقل بين المناطق السورية المختلفة.