الأرض الضائعة: السوريون يبيعون ممتلكاتهم لإصلاح منازلهم المدمرة
الأرض الضائعة: السوريون يبيعون ممتلكاتهم لإصلاح منازلهم المدمرة
● أخبار سورية ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥

الأرض الضائعة: السوريون يبيعون ممتلكاتهم لإصلاح منازلهم المدمرة

اضطر عدد من السكان في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي إلى بيع أراضيهم لإصلاح منازلهم التي دُمّرت خلال سنوات الحرب والقصف، بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على البقاء في مخيمات اللجوء أو في الدول المضيفة، وفي ظل غياب أي دعم من منظمات محلية أو جهات حكومية.

ورغم الآثار السلبية لهذه الخطوة على حياتهم ومستقبلهم، تبقى خياراً وحيداً لإعادة بناء منازلهم واستعادة جزء من حياتهم بعد سنوات طويلة من التهجير والدمار.

قرارات قاسية وسط الدمار
وفي هذا السياق، يروي محمد أبو صوان، الذي عاد بمفرده إلى بلدته اللطامنة المدمرة بريف حماة الشمالي، بينما بقيت عائلته في مخيمات الشمال السوري، تجربته لشبكة شام: "اضطررت لبيع أرضي التي ورثتها عن أبي لإعادة بناء منزلي واستعادة عائلتي من المخيم. نحن أبناء الريف لا نبيع أراضينا إلا في الحالات القصوى، لكن ضاقت بي كل السبل. ورغم صغر الأرض مقارنة بتكاليف البناء، ستكون حجر الأساس لتجهيز المنزل تدريجياً".

التحديات الاقتصادية وعقبات إعادة الإعمار
يواجه السوريون الراغبون في إعادة بناء منازلهم المدمرة تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع مضاعف في أسعار مواد البناء، ندرة اليد العاملة، وظروف معيشية قاسية تهدد آلاف الأسر بعد سنوات النزوح. هذه الصعوبات تجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة، رغم أهميتها لإعادة الحياة إلى القرى.

وفي ظل هذه الظروف، أصبح الأهالي في المناطق المتضررة يضطرون إلى بيع أراضيهم لتغطية تكاليف إعادة بناء منازلهم المدمرة. هذا الوضع يجعل التخلي عن الأرض خطوة صعبة، ليس فقط لفقدان مصدر رزق، بل لأنها تمثل أيضاً إرثاً مستقبلياً للأبناء، ما يزيد من الضغط النفسي والمخاوف على المستقبل.

بيع الأراضي تحت الضغط الاقتصادي
ويؤكد عبد السلام محمد اليوسف، ناشط إنساني في مجال الإغاثة والإيواء وأحد أبناء بلدة التح، أن بعض الأراضي تُباع الآن بأقل من قيمتها الحقيقية، ويقبل الأهالي بذلك من أجل إصلاح منازلهم المدمرة، كما أنهم فقدوا خلال السنوات الماضية كل شيء، ولم يتبق لديهم أي مدخرات نتيجة الظروف القاسية للنزوح والحرب.

الفقر يفاقم ظاهرة التخلي عن الأراضي
لم تقتصر أسباب بيع الأراضي على تمويل إعادة بناء المنازل المدمرة، بل امتدت أيضًا إلى ضغوط اقتصادية أعمق. فقد اضطر بعض السكان، الذين تفاقمت ظروفهم المعيشية خلال سنوات النزوح، إلى الاقتراض أو استدانة الأموال لتغطية احتياجاتهم الأساسية. ومع عدم تمكنهم من جمع المبالغ المطلوبة، لجأوا إلى بيع أجزاء من أراضيهم لتسديد ديونهم.

خلاصة القول، يعد بيع الأراضي من أصعب القرارات التي قد يضطر السوريون لاتخاذها. غير أن غياب دعم المنظمات، والحاجة الملحة لإعادة بناء منازلهم وإعادة الحياة إلى قراهم ومدنهم تجبرهم على هذه الخطوة، لوضع حد لرحلة النزوح والغربة الطويلة والانتظار المستمر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ