
اعترافات غير مكتملة.. جاروخ" يحاول تبييض تاريخه بمنشور مثير بعد فراره إلى موسكو
نشر المراسل الحربي "عبد الغني جاروخ"، المقيم حاليًا في موسكو، منشورًا عبر حساباته الشخصية يحاول من خلاله إعادة تلميع صورته بعد سنوات من تغطيته للمعارك إلى جانب قوات النظام البائد ضد الشعب السوري.
وأثار المنشور جدلًا واسعًا لما تضمنه من تبريرات متناقضة وهجوم مبطّن على زملاء سابقين له، مع محاولات التفلت من المسؤولية الأخلاقية والمهنية، والجرائم التي شارك بها وقام بتغطيتها.
بطولة مزعومة وتوثيق أحادي
افتتح "جاروخ"، منشوره باستحضار ما وصفها بـ"اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام"، متحدثًا عن تغطيته اليومية للمعارك في ريفي حلب وإدلب، متنقلًا بين الجبهات بـ"الدرع الواقي من الرصاص"، في مشهد يستدعي البطولة. غير أن هذه السردية تتجاهل عمدًا أن جاروخ كان يرافق قوات النظام ويوثّق عملياتها العسكرية التي استهدفت بشكل أساسي مناطق مدنية، ما يُعد انحيازًا واضحًا في التغطية وخرقًا صريحًا لأخلاقيات العمل الصحفي.
هجوم استباقي لتبرير الانحياز
ولم يكتفِ "جاروخ"، بسرد روايته، بل هاجم بشكل مباشر صحفيين وإعلاميين اتخذوا مواقف مغايرة أو انسحبوا من المشهد الإعلامي في مرحلة ما، متهمًا إياهم بالجبن أو ادعاء البطولة، رغم أنه لم يسمِّ أحدًا منهم، هذا الهجوم يحمل طابعًا دفاعيًا واضحًا، وكأنه يحاول التغطية على ما يعتبره كثيرون تورطًا في تسويق روايات النظام البائد.
اعتراف خطير مموّه بـ"الخيار الشخصي"
واحدة من أكثر الجمل المثيرة للجدل في المنشور قوله: "ما حدا كان مجبور... هاد خيارنا كلنا"، وهي عبارة تكشف اعترافًا ضمنيًا بالمشاركة الواعية في التغطية المنحازة للآلة العسكرية. ورغم محاولته فصل نفسه عن مسؤولية القرار، إلا أن تأكيده على أن ما حدث كان "اختيارًا شخصيًا" يضعه في موضع المساءلة الأخلاقية والمهنية.
السكوت المريب والتوقيت الغريب
و أشار إلى أنه "لم يكن قادرًا على الحديث سابقًا لأسباب شخصية"، دون توضيح طبيعة هذه الأسباب، لكنه اختار أن يتحدث اليوم، من موسكو، بعيدًا عن تبعات الداخل السوري وضجيج الوقائع. هذا التوقيت يثير تساؤلات حول دوافع المنشور، خاصة وأنه يأتي بعد خروجه من البلاد واستقراره في عاصمة حليفة للنظام الذي دعمه لسنوات.
نهاية رمادية لا تبرئ صاحبها
واختتم منشوره بدعاء عام لسوريا وشعبها، دون أن يقدّم أي مراجعة حقيقية لموقفه السابق أو اعتذار عن تغطياته التي ساهمت في تسويق العنف والتضليل. هذا الخروج الرمادي يعكس رغبة في كسب شرعية جديدة دون دفع ثمن الماضي، وهو ما يرفضه كثير من السوريين ممن عايشوا الألم وكانوا ضحية لآلة إعلامية شارك فيها جاروخ وغيره.
وحاول عبد الغني جاروخ في منشوره أن يعيد صياغة صورته بعد سنوات من الانحياز الإعلامي، لكنه بدلاً من الاعتذار أو المراجعة، يقدم سردية مشوشة تفيض بالتناقضات والدفاعات النفسية، وسط تجاهل تام لحجم الضرر الذي ساهمت تغطياته في تعزيزه بحق الشعب السوري.
وقبل فراره إلى موسكو خفض المراسل الحربي الداعم لنظام الأسد "عبد الغني جاروخ"، النشر عبر حساباته في الفضاء الإلكتروني، التي كان يبث عبرها السموم والتحريض والمشاركة المباشرة في سف الدم السوري، فيما أضاف علم الثورة السورية إلى حسابه في "إكس" بعد سنوات من المشاركة الفاعلة في التحريض على ارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب السوري.
ويصف "جاروخ" نفسه بأنه "صحفي ميداني ومراسل قناة سما الفضائية في محافظتي حماة وإدلب"، إلا أنه بعد كل البعد عن العمل الإعلامي، حيث رافق قوات الأسد البائد على جبهات شمال غربي سوريا، وتوعد بإبادة الشعب السوري، وتوعد بحرق محافظة إدلب وغيرها، كما شمت بالشهداء وتطاول على الثوار بأقذع الأوصاف.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الإعلاميين العاملين في مؤسسات النظام سابقا كانوا يعلنون الولاء له وسط تشبيح منقطع النظير، ومع انتصار الثورة السورية بدء عدد منهم محاولة ركوب الموجة، وهناك أسماء بارزة عرفت بدعم نظام الأسد والمشاركة في سفك الدم السوري، مثل "كنانة علوش، صهيب المصري، شادي حلوة" وغيرهم.