دارت نقاشات عميقة في حي الوعر ، في مدينة حمص ، خلال اللقاء الذي جمع لجنة التفاوض و العسكرين من جهة و مسؤولة المكتب السياسي للمبعوث الأممي لسوريا استيفان دي مستورا ، و خرج الاجتماع بوعد الأخير بعدم انقطاع التيار الكهربائي و مادة الخبز عن الحي بعد أن استخدمها النظام كسلاح على السكان بغية اجبارهم على الاستمرار في الهدنة و التخلي عن ملف المعتقلين .

واستعرض المجتمعون مع المسؤولة الأممية ، جهة نظرهم من هدنة الوعر التي مضى أكثر من ثلاثة أشهر ، مع الاستغراب من تعامل الأمم المتحدة مع واقع الحصار والهدن في مختلف المناطق, وقبولها بإدخال مساعدات إنسانية رغم أن القرارات الدولية تنص على فك الحصار وليس ادخال مساعدات.

و أكد المجتمعون أن هدنة الوعر كان الفرصة الأخيرة التي يمكن أن نصدق من خلالها أن نظام الأسد قابل للتفاوض, أو يمكن معه الوصول إلى حلول سياسية لمختلف الواقع السوري, كون الوعر حي مسالم ولم يقاتل النظام وهو حي مدني. و شدد المجتمعون على أن نظام الأسد ممكن يعيش مع الأفغان والإيرانيين والشيشان لكن لا يريد أن يعيش مع سوري واحد متمسك بمطالبه في الحرية والكرامة.

و لفت المتحدثون إلى أن السورييون متمسكون بالمطالب الرئيسية التي خرجوا من أجلها قبل خمس سنوات, ويريدون تحقيقها سلمياً وإن لم يتمكنوا من ذلك فلن يتركوا السلاح.

و عن ملف ادخال المساعدات الانسانية أشار المجلس المحلي للحي أن خلال الحصار لم يدخل مساعدات طبية. و بالنسبة لملف المعتقلين الذي يعتبر العثرة الأكبر أشار المتحدثون إلى أن المعتقلون في حمص عددهم يزيد عن خمسة عشر ألف معتقل و حالياً تملك اللجنة قوائم بعشرة ألاف معتقل.، معتبرين أن اخراجهم خطوة مهمة للغاية في الاجراءات الممكن اتخاذها من أجل عملية سلمية تفضي إلى حل.

ومن جهتها وعدت مطر بأن الكهرباء و مادة الخبز لن يتم قطعهما عن الحي ، و قالت أنها تعلم أن الهدن المحلية لا تفيد في حل كامل الملف بل تخفف من معاناة منطقة لكنها تتعامل مع أمر واقع يحتاج لوقت من أجل التغيير