إمعاناً في إذلال المهجرين .. هكذا سمح النظام لأهالي وادي بردى بزيارة منازلهم المدمرة
إمعاناً في إذلال المهجرين .. هكذا سمح النظام لأهالي وادي بردى بزيارة منازلهم المدمرة
● أخبار سورية ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠

إمعاناً في إذلال المهجرين .. هكذا سمح النظام لأهالي وادي بردى بزيارة منازلهم المدمرة

بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر ضباط وعناصر من ميليشيات النظام وهم ينّظرون على الأهالي قبيل السماح لهم بدخول مناطقهم لفترة زمنية قصيرة لتفقد وزيارة منازلهم المدمرة بطريقة وصفت بأنها مذلة للسكان، وفقاً لما ظهر في المشاهد المتداولة من قرى وادي بردى بريف دمشق.

وظهر في التسجيل ضابطاً برتبة عميد في جيش النظام وهو يتحدث عن توجيهات من رأس النظام الإرهابي بشار الأسد لعودة النازحين حسب وصفه، مطالباً السكان بعدم الاقتراب من المنازل ورؤيتها من بعيد تفادياً للألغام ومخلفات القصف، محملاً "الحرب الكونية العالمية على سورية مسؤولية الخسائر".

وقال العميد الذي ظهر في التسجيل بأنه ينقل للأهالي تحية من اللواء المجرم "مالك سليم عليا" قائد الحرس الجمهوري في جيش النظام الذي شارك في تدمير وتهجير سكان قرى وادي بردى بريف دمشق كما غيرها من المناطق.

وينحدر "مالك عليا" من طرطوس، ويُعدّ أحد أبرز ضباط الحرس الجمهوري، وشارك في اجتياح مدن الغوطة الشرقية وأشرف على عمليات اقتحام مدينة دوما عام 2011 بعد حصار دام عدة أشهر، وأسفرت العملية عن مقتل نحو 100 مدني، واعتقال أكثر من 5000 شخص.

كما يعد المجرم الذي ورد ذكره على أنه حريص على عودة المهجرين من المشاركين في إعطاء أوامر لعناصر الحرس الجمهوري لتنفيذ عمليات الإعدام الميداني على الحواجز، إضافة إلى حملات المداهمة والاعتقال وتدمير الممتلكات العامة والخاصة بضواحي دمشق.

في حين قال العميد في خطابه المنفصل عن الواقع للأهالي بأن من غادر البلاد يعاني الويلات فيما يبقى بكرامته من بقي بمناطق سيطرته، وألمح إلى عودة السياحة إلى وادي بردى فيما أقر بأن نظامه المجرم لم يجري أي عمليات صيانة وتأهيل للبنى التحتية والخدمات العامة، وفق حديثه.

وزعم بأن المظاهرة المليونية الشهيرة التي انطلقت في حماة وسط البلاد للمطالب برحيل النظام هي مدفوعة الثمن، والمشاركين فيها قدموا بحافلات من ريف حماة وإدلب والرقة، فيما استشهد بجرائم نظامه حماة عام 1982 بدواعي حربه ضد الإخوان المسلمين، وفقاً لما ذكره الضابط في صفوف جيش النظام.

وعن آلية زيارة المنازل التي أعلن عنها النظام يلزم المدني بإحضار موافقة أمنية ورقية ويقوم بوضع هويته الشخصية لدى حاجز عند مدخل بلدته لضمان عودته بعد نصف ساعة من الوقت المسموح به للزيارة، فيما تهرب الضابط من الإجابة عن استفسار متى العودة النهائية، مطالباً بدخول الموجودين.

وتشمل الزيارة كلاً من "عين الفيجة" و "بسيمة"، في وادي بردى إلى جانب "عين الخضراء" وهي مصيف وقرية سورية تقع غرب ريف دمشق ايضاً على ضفاف نهر بردى في منطقة وادي بردى الشهيرة كمنطقة سياحة واصطياف بالقرب من دمشق، قبل تدميرها وتهجير سكانها من قبل نظام الأسد.

هذا وأثارت الطريقة المتبعة في السماح للمهجرين بزيارة مدنهم وقراهم المدمرة جدلاً واسعاً لا سيما أن المناطق تعرضت لحملات عسكرية وحشية من جيش النظام فيما يجبر الأهالي على ترديد شعارات تمجد قاتلهم ومدمر منازلهم، في مشهد يجمع بين الجلاد والضحية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ