
إعادة تشغيل معمل الكحول بحمص... بارقة أمل للقطاع الصناعي وسط وجهود حكومية
أعادت شركة سكر حمص تشغيل معمل الكحول الطبي والصناعي بعد توقف دام تسعة أشهر، بطاقة إنتاج يومية تقارب 11 طناً، وهو ما يعكس نجاح الجهود الحكومية والفنية في إعادة تدوير عجلة الإنتاج.
في خطوة تُعدّ مؤشراً إيجابياً على قدرة القطاع الصناعي السوري على استعادة عافيته، وجاءت عملية الإقلاع بجهود الكوادر الوطنية التي تمكنت من تأمين نحو ألف طن من مادة "الميلاس"، المادة الأساسية لإنتاج الكحول.
الأمر الذي يوفر تشغيل المعمل لمدة 30 يوماً، بإنتاج إجمالي يصل إلى 500 طن يغطي احتياجات المؤسسات المعنية بالكحول الطبي.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تواصل فيه مديرية صناعة حمص التنسيق مع الصناعيين لرصد التحديات، ووضع الحلول اللازمة لتطوير العمل الصناعي، حيث تم منذ بداية العام ترخيص 13 مشروعاً صناعياً وحرفياً برأس مال إجمالي يقارب 8 مليارات ليرة سورية، بينها 5 منشآت دخلت فعلياً حيز الإنتاج، و8 مشاريع تستعد للإقلاع.
وأكد مدير الصناعة في حمص، المهندس "بسام السعيد"، أن التوجه الحكومي يركز على دعم المشاريع ذات القيم المضافة العالية والتي تعتمد على الموارد الطبيعية المحلية، بما يسهم في تقليص الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق تنوع إنتاجي ينعكس على السوق المحلية.
ورغم التحديات التي يواجهها القطاع الصناعي، من ضعف القوة الشرائية، وانقطاع الطاقة، وارتفاع تكاليف الإنتاج والضرائب والرسوم، إلا أن الحكومة السورية تبذل جهوداً ملموسة للتخفيف من هذه الأعباء، وتقديم الدعم المناسب، وسط تطلع إلى توسيع الأسواق التصديرية وتعزيز بيئة الاستثمار الصناعي.
من جهته، لفت مدير المدينة الصناعية بحسياء "طلال زعيب"، إلى أن المدينة تمتلك مقومات حقيقية لمنافسة كبرى المدن الصناعية إقليمياً، بانتظار صدور قرارات حكومية إضافية من شأنها دعم المستثمرين وتحفيز بيئة الإنتاج.
وتأتي هذه الخطوات ضمن رؤية حكومية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من القطاعات الحيوية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.