
أزمة النفايات في جرمانا.. معاناة يومية ونداء بلا مجيب
يعاني الأهالي في مدينة جرمانا بريف دمشق من مشكلة مزمنة تتعلق بتراكم القمامة والنفايات على أطراف الشوارع، حتى بات من النادر رؤية المكان نظيفاً. فأصبح مشهد النفايات جزءاً من الحياة اليومية للسكان، في ظلّ غياب حلول جذرية تضع حداً لهذه الظاهرة المستمرة.
حاويات ممتلئة وروائح مزعجة
في كل مرة يمر فيها السكان بالقرب من الحاويات، يواجهون مشهداً متكرراً من الاكتظاظ؛ حيث تفيض أكياس القمامة من الحاويات الممتلئة، وتتسرب منها روائح كريهة تنتشر في الجو. هذا الوضع يساهم في اجتذاب الحشرات وانتشار القوارض، بينما تُلاحظ كميات من الذباب فوق بقايا الطعام المكشوف.
آثار بيئية وصحية مقلقة
يصف سكان جرمانا مشهد تراكم القمامة وبقايا الطعام بأنه مصدر إزعاج بصري وقلق صحي متزايد، مؤكدين أن هذه المشكلة أصبحت من أبرز التحديات اليومية في المدينة. ويحذر الأهالي من تدهور الوضع البيئي وتأثيره على الصحة العامة، في ظلّ غياب الاستجابة من الجهات المعنية، ويأملون أن تلقى مطالبهم صدى لدى المسؤولين.
جهود جزئية لا تكفي
بحسب شهادات عدد من الأهالي، فإن البلدية تمر بشكل دوري لترحيل القمامة الموجودة داخل الحاويات، إلا أن هذه العملية لا تشمل النفايات المتجمعة حولها. وغالباً ما تعود القمامة إلى التكدس مجدداً خلال وقت قصير، ما يُشعر السكان بالإحباط، ويدفع بعضهم إلى التساؤل عن جدوى هذه الجهود المحدودة.
"النبّاشون" جزء من المشكلة
يؤكد الأهالي أن "النبّاشين" – وهم أفراد يقومون بتفتيش أكياس القمامة بحثاً عن مواد قابلة للبيع أو إعادة الاستخدام – يساهمون في تفاقم المشكلة، إذ يفتحون الأكياس المغلقة، ويُخرجون منها ما يريدون، تاركين بقية النفايات مبعثرة على الأرض، ما يؤدي إلى زيادة انتشار الأوساخ وصعوبة تنظيف المكان بشكل كامل.
توزيع الحاويات لا يلبي الحاجة
يرى العديد من السكان أن سوء التخطيط في توزيع حاويات النفايات يُعدّ من الأسباب الرئيسة وراء تفاقم الأزمة. ويعبّر البعض عن استيائهم من كون الحاويات "بعيدة جداً" عن منازلهم، ما يدفع بعض الأهالي إلى إلقاء القمامة في زوايا الحارات أو قرب مداخل الأبنية، بدلاً من الوصول إلى أقرب حاوية.
النفايات.. خطر صحي متصاعد
تُحذّر مصادر طبية من أن تراكم النفايات يوفّر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والحشرات والقوارض، ما قد يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد. كما تشير إلى أن الروائح والغازات المنبعثة من النفايات قد تسبب مشكلات تنفسية وأمراضاً جلدية، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن.
مطالب السكان: حلول واقعية قبل فوات الأوان
يطالب أهالي جرمانا الجهات المعنية بالتحرك العاجل لوضع حد لأزمة النفايات، مؤكدين أن الحل يجب أن يكون جذرياً لا مؤقتاً، ويشددون على أهمية توزيع الحاويات بشكل عادل يغطي مختلف الأحياء، بدلاً من تركيزها في أماكن محدة، بالإضافة إلى ضرورة جمع النفايات بشكل يومي للحد من تراكمها.
كما يعبر الأهالي عن قلقهم من تفاقم الفوضى بسبب "النباشين"، الذين يفتحون الأكياس ويبعثرون محتوياتها، مما يزيد من انتشار التلوث، ويؤكدون أن أي حل يجب أن يكون مستداماً ويأخذ بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والصحية على المدى الطويل.