
أردوغان : روسيا قتلت ٨٠٠ مدني سوري و تسعى لإقامة دويلة للأسد في اللاذقية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو بيد "الإرادة الوطنية" للشعب السوري، التي لا يمكن تجاهلها أبداً، معرباً عن اعتقاده أن الشعب السوري حالياً غير راض عن التطورات الأخيرة ، في اشار إلى (التدخل الروسي في سوريا).
ولفت أردوغان ، في مقابلة مع قناة العربية ، إلى أن "النظام السوري يسيطر على 14% من مساحة البلاد حالياً، وأما الباقي فهو بيد جهات أخرى منها تنظيم داعش، والجيش السوري الحر ومنظمات عديدة أخرى غيرهما".
وأردف : "جميع تلك الجهات لها ثقلها هناك، ولكن الثقل الأساسي هو في اتحادها جميعًا، باستثناء داعش، مع الشعب السوري والإطاحة بهذا النظام وفرض إرادتها هناك، فروسيا حتى اليوم قتلت الكثير من الناس، وعلى رأسهم 800 مدني في العديد من المناطق، ومنها تلك التي يقطنها تركمان (شمالي محافظة اللاذقية)، ولا تزال تواصل ذلك دون رحمة".
وذكر أردوغان أن الروس أعلموه شخصياً أنهم لم يقصفوا المنطقة( التي يقطنها تركمان ) غير أن شمالي اللاذقية هي منطقة يوجد بها التركمان، مبيناً أنه لدى بدء تلك الأحداث (القصف) أخليت 22 قرية وتوجه سكانها إلى شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، وأشار إلى أن بلاده قامت بكافة التحضيرات من أجلهم ورغبت في استقبالهم بالمخيمات، التي أعدتها إلا أنهم قالوا: "لن نغادر أراضينا، وإن كنا سنموت فنحن نريد الموت في أرضنا"، و"لا يزال أولئك داخل سوريا ونحن بدورنا نقدم لهم باستمرار المساعدات".
وأكد أن روسيا تستهدف المعارضة المعتدلة عوضا عن تنظيم الدولة، وأنها إذا كانت استهدفت 100 شخص فإن 90 منهم من المعارضة المعتدلة وعشرة من التنظيم، مشدداً على عدم صحة الإدعاءات الروسية باستهدافها التنظيم، مشدداً على امتلاك تركيا إثباتات على ذلك.
وأوضح أنه لو وافق بوتين على طلب تركيا بمكافحة تنظيم الدولة سوياً، لكانت الأمور مختلفة حالياً، معرباً عن أسفه لتطور الوضع بشكل لا ترغب به بلاده.
وأكد أن منظمة العفو الدولية أصدرت بياناً حول استهداف الطائرات الروسية للمدنيين، معرباً عن اعتقاده أن جهود ورغبة روسيا في المنطقة هو إقامة دويلة للأسد في اللاذقية، لأن الأسد يسيطر على 14% فقط حالياً من مساحة سوريا وأما الباقي فهو خارج سيطرته تماماً.
وعن منطقة آمنة شمالي سوريا، أوضح أردوغان أنه بحث المقترح التركي حولها مع كافة البلدان قبل اجتماعات مجموعة العشرين وخلالها، قائلاً: "أوروبا تخاف كثيراً لأن الخارجين من سوريا يتوجهون إليها عبر تركيا، لذلك قلت لهم هناك طريق لحل هذه المشكلة، وهو إعلان منطقة بعرض 98 كيلومتر وعمق 45 كيلومتر شمالي سوريا، -يمكن توسعتها- خالية من الإرهاب، كمرحلة أولية، ويمكننا عندها إسكان السوريين الراغبين بالخروج من بلادهم أو الموجودون في المخيمات التركية وراغبين بالعودة إلى وطنهم في تلك المنطقة".
وتابع أردوغان: "ومن أجل إقامة تلك المنطقة يجب جمع الأموال، في حين ستتكفل تركيا بإنشاء مساكن ملائمة للطراز المعماري السوري فيها بوصفها دولة ناجحة في موضوع البنية التحتية والأبنية، شرط أن تكون منطقة محظورة للطيران من أجل أمنها، وقالوا إن ذلك جيد جداً ويمكن تحقيقه، ولكن التطور الأخير هو أن روسيا بدأت بقصف تلك المنطقة، فتلك الغارات تهدف إلى عرقلة هذه الخطط".
وأكد أنه في حال الموافقة على مقترح بلاده حول المنطقة الآمنة، وتوفير الموارد المالية لذلك، كان يمكن لتركيا إقامة مدن صغيرة قبل انقضاء عام واحد، متضمنة كافة المرافق الحيوية من منازل إلى مستشفيات ومدارس ومراكز تسوق. ولفت إلى أنه طرح مقترحا ملموسا (المنطقة الآمنة)، إلا أن البعض (دون أن يسمهم) اكتفى بطلب عدم السماح للسوريين بالوصول إلى أوروبا، متسائلاً: "هل سيترك السوريين للموت تحت القصف؟"، وأضاف: "ومن ناحية أخرى نرى قارب خفر سواحل أحد البلدان، يثقب قاربا على متنه مهاجرون سوريون في مياه بحر إيجه، إلا أن خفر السواحل التركي أنفذ أكثر من 80 ألف شخص في تلك المياه، بينهم أطفال ونساء، فهذا ما يحتمه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا الإنسانية والإسلامية، وسنواصل ذلك".
تطرق أردوغان إلى إنفاق بلاده حتى 9.5 مليارات دولار أمريكي بخصوص اللاجئين، مبيناً أن ما تلقته من المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة يبلغ قرابة 420 مليون دولار، وأنها لم تتلق أي دعم مالي غيره من أي مصدر آخر، ومشيراً إلى أن تركيا في المرتبة الثالثة في العالم بتقديم المساعدات، والأولى إذا ما تمت مقارنته بالدخل القومي. وشدد الرئيس التركي على مواصلة بلاده تقديم المساعدات مستقبلاً، وعلى عدم تقديم أي بلد دعماً لتركيا.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هناك تنسيق تركي أمريكي للدعم الذي تقدمه واشنطن للمجموعات الكردية في سوريا، أشار أردوغان إلى أنَّهم بحثوا مع الأمريكيين هذا الأمر، قائلاً: "يجب أن نؤكد على أنَّ تركيا لا مشكلة لها مع الشعب الكردي في سوريا والعراق، وتعلمون أنَّ نيجيرفان بارزاني (رئيس حكومة إقليم شمال العراق) سيحل ضيفا علينا(زار تركيا بالفعل)، نحن مشكلتنا مع من تورطوا بالإرهاب، والـ “PYD” (حزب الاتحاد الديمقراطي السوري) لأنه حزب إرهابي، والدعم الذي يقدم له يقدم للنظام السوري".