
أب سوري نازح يصلح ألعابا مدمرة لإسعاد أبنائه في العيد
قام أب سوري نازح في درعا جنوبي سوريا، بتجميع قطع من الألعاب المدمرة
وإصلاحها ووضعها جانب خيمة النزوح لتكون لعبة جديدة لأولاده، علها تشعرهم بشيء من أجواء العيد التي حرموا منها لسنوات.
وأتى الأب أبو قصي، بالقطع من مدينة ألعاب مهجورة تم تدميرها بقصف لطائرات النظام السوري عليها وقام بإصلاحها، ومن ثم تجميعها وتركيبها، وتبديل بعض القطع المدمرة بأخرى من تصنيعه، ونجح بذلك إلى حد كبير في رسم الفرحة على وجه أبنائه.
وقال أبو قصي القطيفان، للأناضول، إنه نزح إلى السهول المحيطة بمدينة درعا قبل نحو عامين، بسبب الأوضاع الأمنية في مدينته، ممثلة بالقصف والاشتباكات والدمار، واستقر به الحال في خيمة صغيرة مع عائلته المكونة من ستة أطفال وزوجته.
وأوضح أبو قصي أنه خرج بعائلته في ظروف صعبة، وسط قصف جوي وصاروخي على حيه، ويرفض العودة لكي لا يصاب أحد من أطفاله بأذى، وبسبب سوء حالته المعيشية لم يستطع تأمين مسكن بديل عن الخيمة.
وأشار القطيفان (40 عاما) إلى أن أطفاله لم يعرفوا معنى العيد، ولا يوجد في مخيلتهم سوى الحرب نظرا لصغر سنهم، وأعمارهم بين (2 ـ 12 عاما)، وعلى مدار السنوات السبع الماضية كانت الأعياد عبارة عن قصف ومجازر وتدمير من قبل النظام السوري وحلفائه.
وأضاف أبو قصي أنه أردا تمييز العيد لأطفاله في هذا العام بلعبة "القرص الدائري"، بسبب عدم وجود أي متنزه أو حديقة ألعاب للأطفال في محافظة درعا، "وكان الفرح واضحا على وجوه أطفالي عندما أتممت صيانة جزء من هذه اللعبة وتجريبها للمرة الأولى".
وتابع، "إن فرحة أطفالي هي أهم شيء عندي، وأعمل جاهدا على تعويضهم جزءا بسيطا جداً فقط، مما حرموا منه طوال السنوات الماضية".
ولم تقتصر اللعبة على أطفال "أبو قصي"، بل أصبحت مقصدا للأطفال الذين يقطنون في الخيام المجاورة لخيمته، لأن جميع الأطفال الذين لم يتجاوزوا من العمر 12 عاما، لا يعرفون شيئا عن العيد وساحات الألعاب والشوارع المكتظة.
وقالت الطفلة شهد القطيفان (10 أعوام) للأناضول، إنها لا تعرف شيئا عن أجواء العيد الذي يتحدث عنه الناس، وإن هذا أول عيد نستقبله بالفرح واللعب، بفضل اللعبة التي استصلحها والدها.