
آلاف النساء و الأطفال بداخله .. سجن "عدرا" أرقام واحدى قصص الخروج منه مقابل المال
يحتوي سجن عدرا المركزي على اكثر من 7500 معتقل من جميع انحاء سوريا، و لمدينة حمص النصيب الأكبر من هذا العدد حيث وصل عدد المعتقلين من محافظة حمص ل 2500 سجين حسب احصائية تقريبية استطاعت شبكة شام الوصل إليها من مصدر خاص داخل السجن .
و تشمل الإحصائية التي أتيح لـ"شام" الحصول عليها أن هناك 125 طفل دون الخامسة عشر كان اخرهم طفل في ربيعه العاشر تم تحويله في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ، فيما يضم السجن في جنباته 1200 امرأة
و من بين السجناء ما نسبته الـ 85% من الذين تم اعتقالهم تحت تهم الارهاب حيث اطلقت قوات النظام سراح اغلب السجناء التي قضاياهم جرمية بشرط ان يقوموا بالعمل ضمن مجموعات الشبيحة والتي تنطوي تحت اسم اللجان الشعبية أو الدفاع الوطني ليكونوا كبش فداء في المعارك التي يقوم بها النظام ضد المناطق الثائرة. .
و يعاني معظم السجناء في سجن عدرا ، القريب من دمشق، من مصير مجهول حتى هذه اللحظة فما يقارب الـ 2000 سجين تم تحويلهم للسجن دون ان يخضعوا لجلسات المحاكم.
رسائل عديدة وجهها معتقلو مدينة حمص في سجن عدرا المركزي كان أهمها التدخل الجاد من الأمم المتحدة للبحث والمسارعة في أوضاعهم والافراج عنهم حيث تواصل السجناء مع " يعقوب الحلو " مدير مكتب الأمم في سوريا وأرسلوا اليه طلباتهم ، وأكد وجوب التوقيع على ملفات لتسوية امورهم ، لكن هذا المقترح قوبل بالرفض من قبل رؤساء الأفرع الأمنية على رأسهم "حسام لوقا " رئيس فرع الأمن السياسي في حمص ليقف عائقا امام جميع المعتقلين بالافراج عنهم.
إن لم يكن لديك المال الكافي فعليك أن تقبع في ظلام السجون حتى الموت او تخرج بمعجزة إلاهية هكذا بدأ " م د " حديثه لـ"شام" وهو أحد المعتقلين الذي افرج عنهم عن طريق صفقة مع أحد المسؤولين لدى النظام مؤخراً ، اردف:
تم اعتقالي في الشهر الأول من عام 2014 بتهمة دعم الخلايا الارهابية أمضيت ستة اشهر اتنقل بين افرع المخابرات ذقت من العذاب مالا يحتمله بشر ولا حجر جعلوني اعترف فيها على أشياء لم افعلها ولا حتى في أحلامي ،و قمت بالتوقيع والبصم مرغما على ورقة اذكر منها بأن امي هي التي دفعتني وحرضتني للقيام بالأعمال الإرهابية لكن المضحك في الأمر بأن أمي توفت في عام 2010 اي قبل اندلاع الثورة بعام ونيف .
و تابع المعتقل المفرج عنه :" تم تحويلي لسجن عدرا المركزي بعد محاكمة كان الحكم فيها بالإعدام لأكمل فترة اعتقالي في مهجع المعتقلين السياسين وبعد ثلاثة أشهر من مكوثي في سجن عدرا استطعت التواصل مع أحد اقربائي عن طريق هاتف احد حراس السجن مقابل مبلغ من المال حيث اخبرني بانه سيجد حل لإخراجي من هذه المصيبة التي وقعت بها ، عام كامل عاشه "م.د" وهو ينتظر صدور امر اعدامه لتحدث المعجزة ويخبره قريبه بأنهم استطاعوا أن يغيروا الاعترافات التي وقع عليها مقابل مبلغ من المال وقدره 3000$ وسيتم محاكمته مرة اخرى ليصدر قرار الإفراج عنه مقابل مبلغ آخر وقدره 5000$ حسب "م.د" والذي أكمل خرجت بالفعل مقابل المال واسقطت عني جميع التهم وعدت لحياتي الطبيعية لكن هذا الامر لا ينطبق على عشرات الآلاف من المعتقلين فهم ينتظرون بصمت وقع اقدام جلادهم ليقودهم لحبل المشنقة فهم لا يملكون المال الكافي لشراء حريتهم فالمعتقلين السوريين أصبحوا سلعة رابحة وورقة ضغط يستغلها جميع اطراف النزاع لمصالحهم الشخصية وبناء مستقبل على اجسادهم المنهكة .
"اكثر من الف فصيل وراية تشكلوا تحت جناح الثورة يحاربون لأجل الحرية التي بظنهم حرموا منها لكنهم لن ولم يعرفوا معنى لهذه الحرية حتى يذوقوا من كأس المعتقلين فتبا لثورة نسيت أبنائها في ظلام السجون " بهذه الكلمات القاسية أنهى "م.د" حديثه .