"واشنطن بوست": الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد شريان الحياة لملايين النازحين شمال سوريا
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، الآثار السلبية على السوريين والناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، معتبراً أن هذه الغزو بات يهدد شريان الحياة الأساسي لملايين النازحين في شمال سوريا، ممن يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات.
ولفتت الصحيفة، إلى أن التضخم ساهم بارتفاع الأسعار الأساسية في المنطقة، مؤكدة أن بعض العائلات في مخيمات النازحين السوريين تعيش على الخبز فقط، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم منظمة إغاثة سوريا، قوله إنه بدون المساعدات المالية فسوف ستكون هناك كارثة.
وقالت الصحيفة، إن الغزو الروسي لأوكرانيا وانهيار علاقاتها مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى عدم اليقين بشأن مستقبل ممر المساعدة الأممي لسوريا، في وقت تهدد روسيا باستخدام حق النقض ضد قرار تمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
وكان قال "مارك كاتس" نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، إن الناس في شمال غربي سوريا سيموتون بسبب سوء التغذية أو نقص المياه، إذا استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد تمديد تفويض مجلس الأمن الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود إلى المنطقة، الذي ينتهي في 10 من الشهر المقبل.
وأوضح كاتس - وفق وكالة "رويترز" - أن أعين العالم ابتعدت عن سوريا، وهي في أمس الحاجة إلى مساعدة خارجية، مشيراً إلى أن طفلاً من بين ثلاثة يعاني من سوء التغذية، فيما لن يحصل المرضى على المساعدة الطبية التي يحتاجونها.
من جهته، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا باولو بينيرو، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا بلغت "أعلى مستوياتها على الإطلاق".
وطالب بينيرو، بضرورة مواجهة أي تحرك يمنع وصول المساعدات إلى سوريا التي مزقتها الحرب، لافتاً إلى أن 14.6 مليون سوري يعتمدون على المساعدات، و12 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وسبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن المساعدات الإنسانية إلى سوريا "ليست شيئاً يتم التعامل معه كورقة مساومة، أو استخدامه لصالح أو منفعة سياسية"، مؤكداً ضرورة عدم السماح للخلاف العميق مع روسيا أو أي دولة أخرى، بالوقوف في طريق المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وأضاف برايس، أن تجديد التفويض الأممي لدخول المساعدات الإنسانية الأممية إلى مناطق شمال غربي سوريا عبر الحدود، "يتعلق بسبل العيش وقدرة ملايين السوريين المعرضين بشدة لانعدام الأمن الغذائي على الاستمرار في الحياة والعيش الكريم".
وأوضح أن معبر "باب الهوى" الحدودي بين سوريا وتركيا يسهل تقديم الدعم الإنساني الذي تمس الحاجة إليه، ويلبي احتياجات الشعب السوري، ولفت إلى أن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، زارت مؤخراً معبر "باب الهوى"، لتسليط الضوء على ضرورة هذا المعبر الحدودي المتبقي لمرور المساعدات.
ومع انتهاء التفويض الأممي لعام كامل لآلية تجديد المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، كانت حذرت منظمات إنسانية وحقوقية محلية ودولية، من مغبة فشل مجلس الأمن الدولي، من تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا عبر منفذ "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، والذي ينتهي في 10 تموز (يوليو) المقبل.
وحذرت المنظمات من تفاقم معاناة أكثر من أربعة ملايين شخص بمناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، في حال عدم تجديد تفويض الآلية، في وقت قال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا، مارك كاتس: "نحن نتجه نحو كارثة إذا لم يتم تجديد القرار".