توسع الاحتجاجات على تسعيرة القمح شمال شرقي سوريا.. "قسد" ترد بالقمع والاعتقالات
اعتقلت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عدد من المزارعين أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الرقة بسبب تسعيرة القمح التي حددتها "الإدارة الذاتية"، كما قامت بالاعتداء على صحفيين خلال تغطية الاحتجاجات والاعتصامات التي توسعت في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.
ووثق ناشطون في المنطقة الشرقية، خروج عدد من المواطنين العاملين في مجال الزراعي، في تظاهرات في ديرالزور الزور والحسكة والرقة ومنبج، احتجاجا على تحديد سعر كيلو القمح بـ 31 سنتًا أمريكيًا، وأشعل المتظاهرين إطارات مطاطية وطالبوا بتعديل تسعيرة القمح ورفعها بما يتناسب مع تكاليف الإنتاج.
وأكد مزارعون بأن السعر المحدد أقل بكثير من التكلفة الفعلية للزراعة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير، ما أدى إلى تفجر مظاهرات وسط موجة من الغضب والاستياء بسبب تسعيرة القمح "الجائرة"، وتوزعت المظاهرات على مدن وبلدات بالرقة والحسكة وحوايج البو مصعة، منطقة المعامل، وغيرها بريف دير الزور، ومنبج بريف حلب.
ولفتوا إلى أن التسعيرة الجديدة لا تعوضهم عن تكاليف الزراعة، خاصة مع ارتفاع أسعار المازوت بنسبة 4 أضعاف مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت تسعيرة القمح عن العام الماضي، وتتعمد "الإدارة الذاتية" إهمال زراعة القمح في السنوات الماضية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة التكاليف.
وتعرض صحفيان للضرب والشتائم من قبل عناصر عسكرية وأمنية أثناء تغطيتهما وقفة احتجاجية أمام المجلس التنفيذي في مدينة الرقة، تم القبض على أحدهما واحتجازه لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحه بعد إجباره على حذف المقابلات مع المزارعين وتسجيلات الفيديو من هاتفه.
كما منع العناصر الصحفيين بالقوة من تغطية الحدث، وتأتي هذه الممارسات القمعية بعد احتجاجات على تسعيرة القمح التي حددتها "الإدارة الذاتية" في الجزيرة السورية، والتي اعتبرها المزارعون غير عادلة وتسبب لهم خسائر فادحة، وتسببت تسعيرة القمح المنخفضة في استياء واسع بين المزارعين الذين يعتبرونها غير عادلة وتسبب لهم خسائر فادحة.
وأثارت هذه الممارسات القمعية استياءً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من الناشطين عن رفضهم لهذه الممارسات وتضامنهم مع الصحفيين والمزارعين، ومما زاد الأوضاع تعقيدا
توجه سيارات "قسد" وإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين وقمع احتجاجاتهم.
وتظهر هذه الأحداث استمرار الممارسات القمعية من قبل قوات قسد ضد حرية التعبير والتظاهر السلمي. كما تُسلط الضوء على معاناة المزارعين في الجزيرة السورية بسبب السياسات الزراعية غير العادلة، وكانت أعلنت وكالة باز تعليق أنشطتها التدريبية بسبب ممارسات قمعية من قبل قوات "قسد".
وكشفت مصادر محلية أن عددًا من المزارعين نظموا وقفة احتجاجية أمام شركة "التطوير الزراعي" وعند بوابة "المجلس المدني" التابعين لـ "الإدارة الذاتية" شمال ديرالزور، احتجاجًا على تدني سعر القمح ورفع أسعار المحروقات والخبز قبل أيام.
وانسحب عدد من الفلاحين ممن كانوا ينتظرون أمام صوامع الحبوب في ريف ديرالزور الشمالي بعد صدور التسعيرة رفضاً لبيع القمح بالتسعيرة التي اقرتها قسد يوم امس حيث يطالب المزارعين ان تكون التسعيرة 0.52 دولار أمريكي للبيع لتغطية خسائر الفلاحين.
وامتنع العديد من فلاحي محافظة دير الزور عن بيع محصولهم من القمح لـ "الإدارة الذاتية"، وقال ناشطون إن معظم شاحنات القمح توقفت عن توريد حمولتها في المركز الذي خصصته الإدارة، وذلك بسبب التسعيرة الجديدة التي انخفضت بمقدار 12 سنتا عن تسعيرة العام الماضي، وسط دعوات لمقاطعة عمليات البيع وتنظيم مظاهرات لتعديل السعر.
وأصدرت عدة أحزاب سياسية منها "اليساري الكردي" و"الديمقراطي الكردي و"السلام الديمقراطي الكردستاني"، بيانا مشتركا قالت فيه إن التسعيرة التي أعلنتها "الإدارة الذاتية" مجحفة بحق المزارعين وبحق جميع العاملين في القطاع الزراعي، لأنها تكاد لا تغطي تكاليف الإنتاج.
ويذكر أنه بعد اجتماعات عديدة وتأخر في إصدار سعر شراء محصول القمح من المزارعين، حددت "الادارة الذاتية"سعر شراء القمح بـ 31 سنت من الدولار الأمريكي الأمر الذي أثار حالة من الاستياء الواسع والسخط بين المزارعين، لا سيّما وأن السعر الماضي كان أعلى، في حين تكذب هذه التسعيرة الوعود الرسمية من "قسد" بتحسين وضع المزارعين التي كان أخرها خلال ملتقى العشائر بالحسكة.