تطورات ميدانية شرقي ديرالزور على وقع منع "قسد" شيخ "العكيدات" من دخول سوريا
منعت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شيخ قبيلة العكيدات "مصعب الهفل"، من دخول الأراضي السورية، قادماً من أربيل العراقية، في حين شهدت مناطق ريف دير الزور الشرقي، تطورات ميدانية تمثلت بتجدد هجمات مقاتلي العشائر ضد مواقع ومقرات تابعة لـ"قسد".
وتداولت صفحات إخبارية محلية مقطعاً صوتياً للشيخ "إبراهيم الهفل" قائد القوات العشائرية المنتفضة على "قسد"، أعلن فيه إن "قسد"، منعت موكب شقيقه الشيخ "مصعب" من دخول الأراضي السورية، قائلاً: "إلى أبناء العشائر العربية شرقي الفرات والجزيرة، تعرضت عصابات قسد لأخي الشيخ مصعب الهفل".
وأضاف، أن تعرض "قسد" لـ "الهفل"، جاء عند الحدود العراقية السورية، وكان الشيخ مصعب يعتزم الدخول إلى دير الزور لاستكمال المفاوضات مع التحالف الدولي، بما يتعلق بتنفيذ مطالب المكون العربي، وتذرعت "قسد" بأن منع "الهفل" جاء بسبب الوضع الأمني غير المستقر.
لافتاً إلى أن السبب الحقيقي يعود إلى نشاط الشيخ مصعب الهفل ومفاوضاته مع التحالف الدولي في مدينة أربيل العراقية، بالإضافة إلى رفضه إصدار بيان يدعم رواية "قسد" حول الأحداث الأخيرة في دير الزور، في إشارة إلى ما يتعلق بالانتفاضة العشائرية والحراك المسلح ضد "قسد"، من قبل أبناء مناطق دير الزور.
ودعا قائد جيش العشائر الشيخ "إبراهيم الهفل" إلى استنكار هذا الفعل من قبل "قسد"، وطالب من مقاتلين جيش العشائر النفير العام والاستمرار في الهجمات التي يشنها مقاتلي العشائر العربية ضد مواقع ومقرات تابعة لـ"قسد"، والتي تجددت بعد الإعلان عن منع شيخ قبيلة العكيدات "مصعب الهفل" من دخول الأراضي السورية.
وجاء منع الشيخ "مصعب الهفل"، من الوصول بلدته ذيبان بريف دير الزور، بعدما وصل من قطر إلى إقليم كردستان العراق، ليدخل إلى دير الزور من عبر معبر سيمالكا الحدودي، لكن بعد رفضه لقاء قائد"قسد" وإصدار بيان تأييد لها، دفع الأخيرة إلى منعه دخول الأراضي السورية.
وكان نقل موقع "الجزيرة نت"، عن الشيخ مصعب الهفل شيخ شمل قبيلة العكيدات قوله إنه اجتمع بالسفارة الأميركية بالدوحة مع ممثل وزارة الدفاع الأميركية ورئيس القسم السياسي بالسفارة مع بداية الاشتباكات في دير الزور شرق سوريا.
وذكر أن الاجتماع هدف لإيصال مطالب العشائر في شرق سوريا والعمل على تهدئة الوضع هناك عبر التحالف الدولي المتمركز في المنطقة، وأشار إلى أن الاجتماع الذي أعلنت عنه السفارة الأميركية في دمشق لم تحضره قبيلة العكيدات ولا أي من حلفائها.
لافتا إلى أن من حضر الاجتماع شيوخ محسوبون على "قسد"، وكانت السفارة الأميركية في دمشق قد أعلنت عن عقد لقاء بين مسؤولين أميركيين ووجهاء من العشائر العربية في دير الزور، وقيادات في "قوات سوريا الديمقراطية".
ونفى الشيخ مصعب وجود أي علاقة لحراك العشائر العربية بالنظام السوري أو إيران، مشيرا إلى أن تحركهم جاء للمطالبة بحقوقهم وكف يد "قوات سوريا الديمقراطية" عن ممارساتها في المنطقة كما أكد أنه لا يوجد أي تواصل مع تركيا أو دعم من أنقرة لحراك العشائر.
وفي ختام حديثه طالب الشيخ مصعب المقيم في قطر، التحالف الدولي بوقف القتال عبر الضغط على "قوات سوريا الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "قسد" لا تلقي بالا لأي دعوة للتهدئة، ومؤكدا في الوقت ذاته على أن العشائر لن تتخلى عن "كرامتها" قائلا " نموت بشرف أو نحيا بعزة ولا نخاف من تهديدات أحد".
ميدانياً هاجم مقاتلو العشائر مواقع لقسد على ضفة نهر الفرات في بلدة ذيبان شرقي ديرالزور مساء أمس، وفق شبكة نهر ميديا، فيما قصفت قسد تستهدف بقذائف الهاون شاطئ نهر الفرات في بلدة بقرص شرقي ديرالزور، فيما قصفت مدفعية النظام منطقة الحويجة في مدينة البصيرة شرقي ديرالزور.
فيما جددت "قسد" حملات الدهم والاعتقال شرقي ديرالزور، حيث اعتقلت عدد من الأشخاص في مناطق متفرقة، في حين أفرجت عن أبناء الشيخ "ناصر الشاويش" شيخ عشيرة "العكيدات" بمدينة الرقة، وسبق ذلك الإفراج عن عدد من المعتقلين ممن تم اعتقالهم رفقة رئيس مجلس دير الزور العسكري المعزول "أحمد الخبيل".
هذا وتتصاعد المواجهات المسلحة الدامية بين مقاتلي العشائر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في عدة بلدات وقرى بريف ديرالزور، وذلك في أعقاب عملية أطلقتها "قسد" تحت مُسمى "تعزيز الأمن"، ورغم بيان رسمي لقسد ذكر الكثير من دوافع الحملة، إلا أنها طالت "المجلس العسكري بديرالزور" بشكل مباشر، قبل تطور الصراع وتحوله إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة مع عشائر عربية.