تربية النظام تثير الجدل حول إعلان "تكريم" موظفين في الوزارة
أعلنت وزارة التربية في حكومة نظام الأسد، عما وصفته بـ"تكريم" 300 موظف من العاملين على تدقيق نتائج امتحانات الشهادات العامة في وزارة التربية، إلا أن المشاهد الواردة حول الإعلان أثارت جدلا متصاعدا وردود فعل واسعة.
وقالت الوزارة إن رئيس ما يسمى بـ"مؤسسة المثقال"، المغترب "محمد المثقال"، كرّم الموظفين ورافقه وزير التربية "دارم طباع"، واعتبرت ذلك "تقديراً لجهودهم وتفانيهم في العمل ودورهم التربوي الهام".
وما أن جرى تداول الصور التي نشرتها وزارة التربية حتى شنت عشرات الصفحات والحسابات الموالية هجوما لاذعا على الوزير الذي ظهر مبتسما رفقة رجل يرتدي الزي الإماراتي، وهو يوزع مبالغ مالية غير معلومة القيمة، واعتبرت بطريقة مذلة ومهينة.
وهاجمت عدة شخصيات مقربة من نظام الأسد التكريم المزعوم واعتبرت أنه إهانة للمعلمين، ويظهرهم في ثوب المستولين وسبق أن ظهر "محمد المثقال"، وهو يوزع الأموال داخل مقر عسكري لمرتزقة الأسد، كما ظهر مؤخرا في "تكريم" إدارة مدارس بدمشق.
وقال "محمد حلو"، مصور وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد، إن شخص يرتدي الزي خليجي، يقوم بتوزيع ظروف مادية على الأساتذة الذين يقومون بتصحيح الأوراق الامتحانية، فيما رد عليه الإعلام الموالي "نزار الفرا" مشيرا إلى أن الشخص الظاهر بالصورة سوري مغترب.
ودعا موالون لنظام الأسد إلى إقالة وزير التربية في حكومة النظام الطبيب البيطري "دارم الطباع"، وذلك على خلفية تصريحات إعلاميّة مثيرة للجدل حيث قال إن سبب هجرة الشباب إصرار كثير منهم على إتمام التعليم العالي، مشيرا إلى ضرورة إنهاء تعليم قسم كبير من الشباب بعد التاسع والتوجه إلى التعليم المهني ويدخل سوق العمل.
وأطلق "الطباع"، تصريحات مثيرة للجدل، واعتبرت مستفزة وغير منطقية حيث ظهر وكأنه مغتاظ من أن هناك طلاب ومن ورائهم أهلهم يريدون أن يتابعوا تحصيلهم العلمي لأبعد حد، داعياً الطلاب للذهاب إلى سوق العمل بعد إتمام التعليم الإلزامي كما في الدول الأوروبية حسب قوله، ما أثار موجة من الانتقادات، وصلت إلى حد مطالبته بالاستقالة.
وقال رداً سؤال ما إذا كانت هناك دورة تكميلية لطلاب الشهادة الثانوية، "إنه لا يوجد نظام في الثانوية اسمه دورة تكميلية وإنما ذلك في الجامعات، وللطالب الناجح دورة واحدة، ثم أضاف مستدركاً: "إذا أنهى هذه الدورة يذهب لسوق العمل"، منتقدا التقديم المتكرر على الشهادات التعليمية.
واعتبر أن الهرم في سوريا مقلوب بينما بكل دول العالم الهرم يبدأ بالقاعدة وينتهي بالكلوريا، وذكر أن الأقل تعلماً هم من يعيشون حياة جيدة في المجتمع ويجنون الأموال، وفرص العمل مفتوحة أمامهم، وأما الأطباء والمحامين والمهندسين وغيرهم من الاختصاصات الأكاديمية فليس لهم سوى الهجرة.
إلى ذلك رأى الوزير المثير للسخرية والجدل بأن سوريا بلد سياحي وتجاري، داعياً لزيادة عدد المدارس الفندقية، لوجود مئات الآلاف من فرص العمل بهذا القطاع، معتبراً أن سوريا يمكن أن تكون أهم مكان سياحي بالعالم، وقال إن الزراعة والصناعة هي فقط لتلبية الاحتياج المحلي.
وحسب "الطباع"، فإن عدم ارتياد الناس المسرح، سببه أن الجميع منهمك بالقراءة والتحصيل العلمي: "حياة الأكاديمي مو سهلة، بينما اللي بيشتغل بيعيش الحياة بيطلع مطاعم، بيحضر سينما ومسرح وبيطور الحياة الاجتماعية، اليوم الناس نادراً ما تروح مسرح لأنو كلو قاعدلي بدو يقرا وبدو يساوي جامعات وبدو يطلع لفوق وبدو يساوي برفسور ودكتوراه" -وفق تعبيره-.
وأثار تصريح الوزير جدلا متصاعدا وردود فعل عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا الباحث الداعم للأسد "أمجد بدران"، إلى إقالة وزير التربية وقال "لا أستطيع تصديق أن وزير تربية تلفظ بهكذا كلمات، ولا أستطيع تقبل انزعاج وزير تربية من الإصرار على التحصيل العلمي.
وكان نفى مصدر في وزارة التربية، صحة الأنباء المتداولة عن خصخصة المدارس في سوريا، مؤكداً أن الخبر عار عن الصحة، وكانت قطعت "الشركة السورية للاتصالات"، خدمة الإنترنت بناء على طلب من وزارة التربية الأمر الذي لم يمنع تسريب الأسئلة قبيل بدء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية.
وبرر وزير التربية قطع الاتصالات خلال امتحانات الشهادات العامة بقوله لن نقوم بإفشاء أسرار العملية الامتحانية، وأنصح أبنائي الطلاب بعدم الغش ونمتلك جهاز للمراقبة جيد جداً، وأي عملية تسريب للأسئلة قد تحدث سيتم اكتشافها خلال دقائق قليلة ومحاسبة فاعليها.
وذكر أن هناك الكثير من "المدرسين" رواتبهم تفوق الأطباء فالنشيط يستطيع أن يجني ما يريد بشتى المجالات، وزعم وزير التربية دارم طباع بأن المستقبل القريب مشرق جداً وسأقول إن هذا العام سيكون عام انفراج سوري.
وكانت شهدت الدورة الامتحانية الحالية تسريب أسئلة لعدد من المواد، أبرزها تسريب لأسئلة امتحان العلوم لطلاب شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي، قبل ساعة ونصف من بدء الامتحان، وسط جدل كبير رافق العملية الامتحانية، وسط تبريرات رسمية على حادثة التسريب لم تقنع حتى الموالين للنظام السوري.