"تجمع الشهباء" اندماج ظاهره التوحد وباطنه تعزيز الانقسام .. ما علاقة "تحـ ـرير الشـ ـام"؟
"تجمع الشهباء" اندماج ظاهره التوحد وباطنه تعزيز الانقسام .. ما علاقة "تحـ ـرير الشـ ـام"؟
● أخبار سورية ٣ فبراير ٢٠٢٣

"تجمع الشهباء" اندماج ظاهره التوحد وباطنه تعزيز الانقسام .. ما علاقة "تحـ ـرير الشـ ـام"؟

أعلنت فصائل تابعة للجيش الوطني السوري، أمس الخميس 2 شباط/ فبراير الجاري، عن تشكيل عسكري جديد تحت مسمى "تجمع الشهباء" يضم فصائل "أحرار الشام القطاع الشرعي، وأحرار التوحيد، والفرقة 50 ومجموعات من حركة نور الدين الزنكي"، وفق إعلان أثار ردود متباينة حول جدوى الاندماج وحقيقة الدوافع المعلنة.

وفي التفاصيل، بثت معرفات رسمية تتبع للتجمع الجديد بياناً مصوراً جاء فيه قوله إن هدف التشكل المعلن حديثا هو "السعي للحفاظ على أهداف الثورة السورية، وتنظيم الصفوف العسكرية للدفاع عن المنطقة والاستعداد لتحرير باقي المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد".

وحسب البيان ذاته فإن التشكل يدعم كل ما يضمن الوصول إلى محرر آمن، ويسعى إلى الوقوف بجانب المؤسسات الثورية الأمنية والشرطية والخدمية للقيام بواجبها في مواجهات التحديات الداخلية مثل المخدرات وعملاء "نظام الأسد وداعش وقسد".

وجاء الإعلان بعد معلومات نقلتها معرفات إعلامية مقربة من "هيئة تحرير الشام"، تحدثت عن الاندماج قبل إعلانه رسمياً، حيث أكدت حصولها على معلومات حول إعلان الاندماج تحت مسمى "تجمع الشهباء"، اختيار أبو توفيق حجي تل رفعت قائداً له، ما يشير إلى ضلوع "تحرير الشام" في الاندماج الجديد في إطار خطة تعزيز نفوذها بشمال سوريا.

وما لبث أن تداول البيان حتى أعلن "لواء الفتح" الانشقاق عن القوة 50 وعن الجبهة الشامية والوقف على الحياد، وسط معلومات عن انشقاق عدة فصائل من التشكيلات المندمجة حديثاً، في ظل انتقادات لمثل هذا الاندماج الذي يعد ذراع جديد لتحرير الشام في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وفق مراقبون.

 

يزيد الإنقسام أم يعزز التوحد؟

وتشير مصادر مطلعة، إلى أن تشكيل "تجمع الشهباء" سيكون مناهضاً لـ"الفيلق الثالث"، التابع للجيش الوطني السوري، وذلك سيعزز الانقسام والشرخ بين تشكيلات الجيش الوطني، ما يجعله سببا في زيادة الفصائلية عكس ما أعلن عن التجمع في بيانه الأول.

ويعتبر التجمع الجديد أحد الأجسام العسكرية التي ستكون في حلف "الجولاني"، وسط مخاوف من تحوله إلى سبب لتجدد القتال الداخلي، لا سيّما كلًا من فصيل السلطان سليمان شاه بقيادة محمد الجاسم أبو عمشة، وفصيل فرقة الحمزة بقيادة سيف بولاد أبو بكر، سبق أن تحالفا مع "تحرير الشام" في اقتتال ضد "الفيلق الثالث".

وتزامن إعلان التجمع الجديد تجدد التوتر بين "الجبهة الشامية"، و"حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي"، فيما زادت الأخيرة من تحركاتها عبر أرتال عسكرية ضمن الشمال السوري، وجاء ذلك في أعقاب مقتل القيادي في "حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي"، صدام الموسى "أبو عدي عولان" بضربة جوية.

 

من قتل صدام الموسى؟

وفي سياق موازٍ تتهم معرفات إعلامية مقربة من "تحرير الشام"، تركيا بالوقوف خلف تصفية "الموسى"، بواسطة غارة نفذتها مسيرة تركية، وحشدت الهيئة العديد من الشخصيات لضمان تأييد شعبي بعدة مستويات مؤخرا ونشطت في ذلك خلال تعزية القيادي "أبو عدي".

وكانت سيطرت مجموعات "أحرار الشام - القطاع الشرقي" الموالية لـ "هيئة تحرير الشام" في إدلب، على "معبر الحمران"، إبان الاشتباكات التي شهدتها مناطق الباب وريف حلب الشرقي مع "الفيلق الثالث"، والتي قدمت فيها "هيئة تحرير الشام" دعماً عسكرياً كبيراً للحركة ولفصائل "الحمزات والعمشات".

وذكرت مصادر سابقة لـ "شام"، أن الهيئة وعقب حملة "البغي" التي خاضتها بريف عفرين نهاية العام الماضي، عملت على إرسال إداريين وعناصر أمنية سراً إلى منطقة معبر الحمران، لتتولى هي عملية تنظيم المعبر، في وقت تبقى مجموعات "أحرار الشام" الواجهة المسيطرة على المعبر.

هذا ودعت جهات إعلامية محسوبة على "هيئة تحرير الشام"، إلى تنظيم مظاهرات شعبية استنكارا لاغتيال القيادي المشار إليه، وسط استنفار أمني في عفرين والباب وجرابلس بريف حلب اليوم الجمعة، وأحدث مقتل "عولان"، صدمة لدى قادة في "تحرير الشام"، مع اتهام الأخيرة تركيا، وسط هواجس من تحول الموقف التركي، ما يدفع الهيئة إلى إنشاء مثل هكذا اندماجات مقربة منها، وفق متابعون للشأن السوري.

وتعول "هيئة تحرير الشام" على استمرار الصراعات بين مكونات "الجيش الوطني"، وتخطط للتوغل في المنطقة عسكرياً، سبق ذلك استمالة عدد من المكونات والقيادات لصالحها مؤخراً، علاوة عن اختراق المنطقة أمنياً منذ عدة سنوات وتقوية أذرعها هناك، عبر عدة فصائل منها "أحرار الشام" التي باتت تدين لها بالولاء الكامل، وعبر فصائل أخرى تلاقت معها بسبب خصوماتها مع مكونات أخرى من "الجيش الوطني".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ