ذراع الأسد لسرقة المساعدات وترويج رفع العقوبات.. "حبوباتي" رئيساً لـ"الهلال الأحمر" حتى 2028
أجرت منظمة الهلال الأحمر التابعة لنظام الأسد، يوم أمس الثلاثاء 5 آذار/ مارس، انتخابات شكلية أفضت إلى تمديد تعيين "خالد حبوباتي"، رئيساً للمنظمة لمدة 4 سنوات إضافية، الذي يعد أداة الأسد لتطويع المساعدات وترويج رفع العقوبات، كما تم تعيين أعضاء المكتب التنفيذي لدورة جديدة.
واعتبر "حبوباتي" بأنّ إعادة انتخابه من جديد يحمّله مسؤولية كبيرة خاصة أن سوريا تمر بوقت هو الأصعب على الإطلاق"، وقدر أن عدد المحتاجين إلى مساعدة يسجل هذا العام أعلى رقم له، مدعيا العمل مساعدة المتضررين والمحتاجين أينما كانوا.
وخلال السنوات الماضية تصدر ذكر رئيس الهلال الأحمر، مواقع إخبارية عديدة في ظل الحديث عن قضايا فساد واختلاس وكذلك أنباء اعتقاله التي نفتها المنظمة بطريقة غير مباشرة وذكرت أن "حبوباتي"، في زيارة إلى جنيف عام 2018
ومنذ نهاية عام 2016، عُين حبوباتي رئيساً لمنظمة "الهلال الأحمر السوري"، بدلاً من عبد الرحمن العطار الذي أمضى أكثر من 25 عاماً رئيساً للمنظمة، حيث تم تعيينه بقرار من رئيس مجلس الوزراء لدى النظام سابقاً "عماد خميس".
وجاء ذلك بعد أوامر من نظام الأسد لرئيس المنظمة السابق عبد الرحمن العطار بتقديم استقالته، وذلك على الرغم من عدم تمتع حبوباتي بعضوية المكتب التنفيذي أو مجلس إدارة المنظمة، أو حتى من كوادرها، وقتذاك.
وتشير مصادر حقوقية في منصة مع العدالة، إلى ارتباط المنظمة بنظام الأسد وأسهمت وفقاً لتقرير نشرته مجلة أميركية في أيلول من عام 2018 في دعم النظام بطريقة غير مباشرة، بنحو 30 مليار دولار، دفع منها رواتب رجاله وحتى مستلزمات أجهزة المخابرات.
وجاء ذلك في سيلق تسخير "الهلال الأحمر"، كبوابة للحصول على تلك الأموال، كما اخترق عناصر مخابرات النظام، الذين قدموا أنفسهم باعتبارهم مُتطوِّعين، صفوف المنظمة وتمت معاقبة المتطوعين المخالفين للسجن والتعذيب وحتى القتل.
ويعد "حبوباتي"، شريكاً ومؤسساً في عدد من الشركات الداعمة للأسد ويساهم في تبييض الأموال والالتفاف على العقوبات ويلعب أدواراً خفية لصالح النظام، حيث عمل كمبعوث خاص للأسد من أجل عودة رجال الأعمال والمستثمرين السوريين.
وقاد حملة المطالبة برفع العقوبات عن نظام الأسد، بذريعة إعاقة وصول المساعدات، رغم أن جميع العقوبات استثنت المساعدات الإنسانية والدوائية، وتوالى ظهوره بالمطارات وخلال توقيع الاتفاقيات مع المنظمات العالمية كما فعل في 23 فبراير/ شباط الماضي مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي خلال اتفاقية لتقديم مليون يورو مساعدات طارئة.
ولم يكن له دور سياسي بارز خلال الثورة وقبل تسلمه منصب رئيس المنظمة، رغم ما أكدته مصادر لـ"العربي الجديد" عن دوره الداعم لنظام بشار الأسد خلال حصار غوطة دمشق ومتاجرة حبوباتي بجوع السوريين لما له من معرفة بالمنطقة كونه يمتلك معملاً في الغوطة الشرقية.
ويذكر أن إبان حصار داريا بريف دمشق وصلت قوافل إنسانية إلى تخوم المدينة لتقوم ميليشيات الفرقة الرابعة بتوجيهها نحو قطعة عسكرية تابعة لها وأمرت سجناء بتنزيلها في مستودعات ومهاجع ضمن القطعة، وتكرر ذلك في عدة مناطق.
ومنذ ذلك الحين يواصل نظام الأسد سرقة وتعفيش المساعدات ويشير لذلك تقارير إعلامية وحقوقية موسعة وظهر ذلك جليا من خلال استخدام مساعدات عليها شعار الأمم المتحدة لدى جيش النظام يضاف إليها فضائح الأخير في استغلال وسرقة مساعدات المتضررين من كارثة الزلزال.
وكانت نشرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تقريراً بعنوان "الهلال الأحمر السوري والأمانة السورية للتنمية أدوات النظام السوري في نهب المساعدات الإنسانية"، وأشارت فيه إلى أنه يجب إيجاد طرق بديلة لإيصال المساعدات للمستحقين الفعليين في مناطق سيطرة النظام السوري.